مقالات ووجهات نظر

المرأة المكانة والريادة

المرأة المكانة والريادة
كتب / السيد الجندي
المجتمع ولَبِنَاتُه بين الهمة والخور ،وتُعد المرأة ذات مكانة في المجتمع ،هذا بعين الإنصاف والحق ؛ فهي داعمة لبيتها، وزوجها ،ووطنها،والمرأة ليست- كما يقول البعض- نصف المجتمع بل هي المجتمع كله ،تخيّل مجتمعا دون حنان الأم ،وتوجيه الزوجة ،ووفاء الابنة، ونقاء العمة وصفاء الخالة،وحرص الأخت ؛ فالمرأة معدة الأجيال بناة المستقبل حماة الوطن .
وعندما نتأمل القرآن نجده سوّى بين المرأة والرجل في الجزاء فقال تعالى: ” فاستجابَ لهم ربُّهم أنِّي لا أضيعُ عملَ عاملٍ منكُم من ذَكرٍ أو أُنثى بعضُكم من بّعض” الحسنة عند الرجل كما عند المرأة والسيئة كذلك ،والمرأة محط أنظار الأعداء,ز ليسلخوها من ريادتها ،ومكانتها السامية ولكن تعي المرأة وظيفتها وكنهَها فهي مصنع الرجال ،والأبطال ..رحم الله شاعرنا العظيم حافظ إبراهيم :
الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتّها أعددت شعبًا طيبَ الأعراقِ
ورحِم اللّهُ أمير الشعراء أحمد شوقي حيث قال:
وإذا النِّساءُ نشأنَ في أميَّة رضعَ الرجالُ جهالةََ وخُمولا

المرأة جامعةُ متعددة التعليم ،وهي روافدُ قيمٍ سامية إيجابية تثمر في شجرة المجتمع ثمارا يانعة .
لنا أن نتخيل مجتمعا به نساء غير واعيات ولا متعلمات ،ولا نساء صالحات عابدات ماالنتيجة ؟ سيكون هناك اندثار الروح والعطاء والقيم ،إنَّ ضياع أيِّ جيل ينبثق عن إهمال المرأة ومكانتها ،ودورها الريادي في تماسك لبنات المجتمع .
المرأة أُمّةِ بأكملها ؛ فهي مشارٍكة في البناء، والعطاء وسند الزوج وبنتُ الأب ،وأمُّ الرجل وأخت الشاب،، كل هذا يتضافر من أجل صالح المجتمع والوطن.

وللمرأة قدرها وعملها الذي يتناسب مع طبيعتها ،وخصوصية الأنثى فلاتفتحم مجالا لايتناسب وبنيتها ورقتها ،وعندما نتتبع التاريخ ندرك ماللمرأة من منزلة عقلية بنّاءَة، فهاهي أُمّ المؤمنين أمُّ سَلمة أشارت على رسول الله لما حدثت أزمة نفسية انتابتهم بعد شروط صلح الحديبية حيث أمر الرسول أصحابه أن ينحروا الهدي ويحلقوا فصمتوا جميعا فأشارت أم سلمة على الرسول أن ينحر ويحلق هو فلما رآه المسلمون فعلوا مثله نحروا وحلقوا وبرأي أم سلمة حفظت وحدة الصف حماية من التصدع وفي هذا بيان بأن الرسول استشار زوجه في أمره وتبدلت الأجواء إلى روح المحبة وعمت السعادة ، تلمس هنا رجاحة عقل المرأة وسعة أفقها ،،،وللمرأة في الإسلام تضحيات مثلما فعلت السيدة أسماء ذات النطاقين حيث جازفت وتصدت لوعورة الطريق، وهيبة الصحراء ؛ كي توصل الطعام والشراب إلى رسول الله وصاحبه أبي بكر ضحت من أجل دعم ونصرة الدين والعقيدة ،ثم لاننسى موقف السيدة خديجة زوج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حيث سطر التاريخ مواقفها فهي أول مَن آمنت مِن النساء ،ساندت رسول الله وحملت معه مشاق الدعوة بل جاهدت بنفسها ومالها ،هذه نماذج للمرأة ودورها في المجتمع لا كما يحاول البعض النيل منها وجرها إلى التخلي عن مكانتها .
إنّ الإسلام الحنيف كرّم وأكرم المرأة ،وحفظ لها حقوقها في الميراث ،الطلاق الخ ……ومازال المجتمع الإسلامي يولي المرأة اهتمامه وتقديره لها ،ولا يغفل أحدٌ دور المرأة فهي عنصر فعّال في نهضة أي أمة ،وإذا أردنا دورا إيجابيا من المرأة فلنعطها حقها ،والثقة في نفسها ونحترم طموحها بمالايتعارض وقيم الإسلام.
هل ممكن أن ننسى أو نتناسى المرأة ؟؟! أبدا ؛فإنها عامل أساسي في بناء الأمة فما من عظماء وعلماء في المجتمع إلا وراء نجاحهم امرأة ،وقد حبا الله المرأة فسيولوجيًا بقدرة على مساحة حنان، ورعاية للأولاد ،فهي مسئولة عن زوجها وأولادها وتهيئة مناخ لأسرة سعيدة شريطة أن تكون يد الرجل معها لا معول هدم لهمتها ،نحن لانغفل دور المرأة ،فهي في سوق العمل الذي يتناسق وطبيعتها الأنثوية الرقيقة فهي معلمة، وطبيبة، ومهندسة، وعاملة في مختلف المجالات حتى مع زوجها في الحقل والمصنع .
وهاهو العمل التطوعي فيه بصمات إيجابية فاعلة للمرأة وماتتميز به من حس فني وأخلاقي ، ولأذكّر الجميع بأنّه لا نهوض لأمة دون دور المرأة ،فهذه تحية إجلال وتقدير لكل من ربّت ،وعلّمت ،ووجهت فشاركت بأبنائها في بناء وطنها،هنيئا لك أيتها المرأة الصالحة فأنتِ بابٌ من أبواب الجنة لأولادك وذريتك ،،ونحن لانحتاج ليوم نكرِّم فيه المرأة بل تُكرَّم كل يوم ،ولا أبالغ إذا قلت :إنّ المرأة هي الحياة.

المرأة المكانة والريادة

المرأة المكانة والريادة


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

مقالات ذات صلة