مابين التكيف والتوافق

مابين التكيف والتوافق

بقلم الكاتبه/أ. وفاء حسن صالح

التكيف والتوافق هما مفاهيم متعارضة إلى حد ما

إذ يمكن القول إن التكيف هو مفهوم عام لكل الكائنات في الأرض لما يبذله هذا الكائن ليتمكن من البقاء ،

حيث أنه يشير إلي القدرة على التأقلم مع الظروف المتغيرة وتغيير السلوك والتصرفات لتتوافق مع هذه الظروف 
بينما التوافق مفهوم خاص بالإنسان فقط يشير إلى التعليم والتطوير وامتلاك
صفات ومهارات تمكنه من تنظيم حياته ومواجهه مشكلاته وإشباع حاجاته 

وليتمكن من التعامل مع هذه الظروف بشكل فعال دون الحاجة إلى تغيير السلوك أو التصرفات.

وبالرغم من ذلك، فإن التكيف والتوافق يمكن أن يشتركا معًا لتحقيق النجاح في الحياة سواء علي المستوي الشخصي أوالمهني .
فالتكيف يمكن أن يساعد في التعامل مع المواقف غير المألوفة والمتغيرة بإستمرار 

وتطوير مهارات وإكتساب أخري جديدة والتعلم من الخبرات.
في حين يمكن أن يساعد التوافق في الحفاظ على الاستقرار والتوازن النفسي والاجتماعي ويساعد في بناء العلاقات الإيجابية مع الآخرين.

ومن أجل النجاح في الحياة كمجمل يجب أن يكون الشخص يتمتع بالقدره على التكيف والتوافق معاً بناءً على الظروف المحيطة به.
فأحياناً يمكن أن يكون التكيف السريع هو الحل الأمثل للتعامل مع المواقف الصعبة

في حين يمكن أن يكون التوافق هو الحل الأمثل في مواقف أخرى.

ومن هنا يجب إدراك أن القدرة على التكيف والتوافق معاً تعد من الصفات الهامة التي يجب أن يمتلكها الفرد لتحقيق نجاحات حقيقيه بالحياه.

فهل تحقيق هذه الصفات أمراً سهلاً ؟
لكي يستطيع الفرد تحقيق هذه الصفات عليه بعده أمور
العمل على تطوير المهارات اللازمة،
التدريب على التعامل مع المواقف المختلفة،
تحسين الوعي الذاتي والاجتماعي.
وبهذه الأدوات يمكن للفرد أن يتعلم كيفية التأقلم مع الظروف المتغيرة والتصرف بشكل فعال ومؤثر في الحياة الشخصية والمهنية.

وفي النهاية،

فإن التكيف والتوافق يمثلان مفاهيم متداخلة ومتكاملة،

ويجب على الفرد إدراك أن كل منهما يملك دوراً مهماً في تحقيق النجاح في الحياة

 والعمل على تطويرهما بشكل متوازن لتحقيق الأهداف المرجوة.

ويجب أن يتذكر دائماً الفرد أن التكيف والتوافق ليستا صفات ثابتة بل يمكن تحسينهما وتطويرهما عن طريق التدريب والتعلم المستمر.

ليكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات في الحياة.
ويجب أيضاً أن يتعلم الفرد كيفية التفكير الإيجابي والتفكير الإبداعي مما يساعده في التكيف مع الظروف الصعبة والبحث عن حلول جديدة وفعالة.
ويتحتم عليه أيضاً الاستفادة من الموارد المتاحة مثل الكتب والدورات التدريبية والمدونات لتعلم المزيد حول كيفية التكيف والتوافق.
وبشكل عام، يمكن القول أن القدرة على التكيف والتوافق تعدان عوامل مهمة لتحسين جودة الحياة والحصول على السعادة والرضا النفسي.
وأخيرًا…
يمكننا إدراك أنه “يمكن للتكيف المناسب أن يؤدي إلى التوافق الإيجابي

والتوافق الإيجابي يمكنه أن يؤدي إلى تحسين القدرة على التكيف”.
وسواء التكيف أوالتوافق فهما يتطلبان المرونة والهدوء والاستعداد للتغيير والتعلم المستمر.

وعندما يتمكن الفرد من تحقيق التوازن المناسب بين عمليتي التكيف والتوافق فإنه يتمكن من تحقيق الأهداف المرجوه والنجاح والسعادة في الحياة الشخصية والمهنية.
الأستاذه وفاء حسن صالح
اخصائي الارشاد النفسي والاسري
اخصائي بالتربيه الخاصة
مدرب مدربين معتمد TOT
جامعه عين شمس

مابين التكيف والتوافق