بقلم أحمد طه عفيفى
مدير مكتب الغربية
تحل اليوم الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو لتؤكد أن مصر تشهد تغيرات واسعة النطاق لبناء دولة حديثة وعصرية وفقاً لأفضل المعايير العالمية لتتمكن من اللحاق بركب التطورات العالمية التي يشهدها المجتمع الدولى ايمانا من القيادة السياسية بأنه لا يمكن الانفصال عن المتغيرات العالمية ، فانتقلت مصر من مرحلة تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار، مرحلة بناء الدولة الحديثة والمشروعات القومية العملاقة ،
تأتى الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو لتحمل معها آمال جديدة لكافة المصريين وطموحات وآفاق واسعة للدولة المصرية في تحويل تلك الطموحات والامال الى واقع ملموس يشعر به كل المواطنين ويتأكدون ان الدولة تبذل قصارى جهدها لرفع مستوى معيشتهم ، أن 30 يونيو لم تكن مجرد ثورة شعبية بل كانت قبلة حياة لوطن كاد أن يفارق مكانه الأصيل بين دول العالم؛ وكانت نموذجا فريداً للقضاء على جماعة إرهابية وذيولها داخلياً وخارجيا ، سيظل اسم ثورة يونية مرتبط بأسم الزعيم الوطني عبدالفتاح السيسى والقوات المسلحة الباسلة وجهاز الشرطة الهُمام الذي ساعد ودعم وحمى وقدم الشهداء من أجل مصر
4 أيام هى كل ما جرى فى المسافة ما بين 30 يونيو حتى 3 يوليو 2013 فى مصر، ولكنها أيام فارقة فى تاريخ مصر هزت المنطقة والعالم ورجت أركانه رجا ، لم يكن أكثر المتفائلين بالتغيير الثورى يتوقع ما حدث، لكن إرادة الشعب كانت فوق أى تصور وكل توقع ، وجاء انحياز القوات المسلحة للشعب ليحدث الصدمة الكبرى لصانعى ومخططى السياسات فى العواصم العالمية الكبرى فى واشنطن ولندن وفى عدد من العواصم الإقليمية بالمنطقة أو خارجها
أن التاريخ المعاصر سوف يتوقف طويلا للوقوف على ما حدث فى مصر من ثورة عارمة كالسيل الجارف ابتلعت فى طريقها كل الخونة والمتآمرين والمتربصين والموهومين ويؤمنها ويدافع عنها ويحميها الجيش المصرى فى صورة عبقرية تستعيدها الذاكرة فى ثورات مصر الكبرى والمجيدة، ففى 23 يوليو 1952 قام الجيش بالثورة وأيده وانحاز إليه الشعب، وفى 30 يونيو 2013 ثأر الشعب وحمى ثورته الجيش ، وقائع وأسرار كثيرة فى نهر الأيام الأربعة بعضها بات معروفا ومتداولا والكثير منه مازال تخفيه أقوال وشهادات ووثائق ربما لا يتيح الظرف التاريخى بالكشف عنها حاليا ولكن مع مرور السنون سوف يظهر لنا بعض الاسرار .
منذ ثورة 30 يونيو قدمت القوات المسلحة سجلا حافلا بالتضحية والفداء والشجاعة والإقدام سواء لحماية إرادة الشعب ومقدراته ، أو لمواجهة الإرهاب ، وقامت القوات المسلحة تساعدها قوات الشرطة بتطهير البؤر الإجرامية فى سيناء، من تلك العناصر، وقدم أبناء القوات المسلحة والشرطة أرواحهم فداء لرفعة وحماية الوطن، واستطاعت القوات المسلحة ومعها الشرطة فى القضاء على الإرهاب ، حيث قامت بتنفیذ عمليات عسكریة ضخمة فى شمال سیناء للقضاء على العناصر الإرهابیة التى تم زرعها هناك وتضییق الخناق علیها تماما ، وتدمیر مصادر تهریب السلاح عبر الأنفاق التى كانت الأخطر بجانب تأمین الحدود تماما والسیطرة الكاملة علیه .
كما أحبطت القوات المسلحة والشرطة العديد من عملیات التهریب للأسلحة عبر الحدود الغربیة بإحكام السیطرة علیها ومنع تسلل الجماعات الإرهابیة ، بالإضافة إلى عملیات السیطرة على كامل الحدود والسواحل المصریة الأمر الذى أربك حسابات الأعداء وأفشل جمیع المخططات ، واستطاعت القوات المسلحة والشرطة من خلال جهود مكافحة الإرهاب ، للقضاء على البؤر الإرهابية فى شمال سيناء ، حتى عادت الحياة إلى طبيعتها
ان شعب مصر كل عام في 30 من يونيو يحتفل بالثورة المجيدة الثورة المجيدة التي سطرت خلالها جماهير أمتنا بإرادتها الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق ، وغيرت مجرى أحداث التاريخ المصري الحديث والمعاصر وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطني المصري الخالص ، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحقيقية والحديثة على كافة المستويات ، ترتكز على دعائم قوية من التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمجابهة التحديات
انهي الشعب المصري حكم المخلوع محمد مرسي، بعد عام وثلاثة أيام فقط قضاها في الحكم. ارتكب خلالها أخطاء فادحة أنهت العلاقة بينه وبين الشعب في خلال هذه المدة الزمنية الضائعة من عمر مصر التي كانت البلاد فيها أحوج ما تكون لاستثمار كل يوم للبناء والتقدم والنمو والاستقرار أن حجم التضحيات التي قدمها الشعب والمؤسسات الوطنية لا يليق بها سوى الانتصار بالمضي على طريق التنمية والبناء وتحسين أحوال وحياة الناس وتوفير الظروف المناسبة لتفجير طاقات العمل والإبداع لدى كل الشعب من قطاع خاص ومجتمع مدني وشباب ونساء لتحقيق حلم الجمهورية الجديدة..
فكل التحية لارواح الشهداء من الجيش والشرطة وتحية للشعب المصري العظيم والدول العربية الشقيقة التي مدت لنا يد العون وكانت بمثابة السند والدعم لمصرنا الحبيبة وتحية للقائد الكبير الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحاول جاهدا ان يرتقي بالوطن ويحميه من المخاطر ويعبر بة إلى الامان والاستقرار .
4 ايام من ثورة 30 يونيو
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
