مازلنا مع قصص الأنبياء وقصة سيدنا موسى عليه السلام الجزء الثالث
مازلنا مع قصص الأنبياء
وقصة سيدنا موسى عليه السلام الجزء الثالث
خطيب بوزارة الأوقاف بالإسكندرية
لما أتم نبي الله موسى عليه السلام العمل عند شعيب أبو زوجته عشر سنوات،
أراد العودة مرة أخرى إلى مصر بعدما هدأت الأوضاع وأصبح فرعون لا يبحث عنه.
ولما عاش موسى عشر سنوات وهدأت الأمور شعر بأنه يستطيع العودة بعدما تغير وجهه وشكله،
وأراد التسلل ليزور أمه وأخته وأخيه في مصر.
وفي طريقه إلى مصر مع زوجته، ضل الطريق في ليلة باردة ولم يكن معه شيء يشعل به النار.
الله يكلم نبيه موسى عليه السلام في وادي طوى
وقد رأى من على مسافة بعيدة نور وكأنه نار فطلب من زوجته الجلوس،
والذهاب من أجل الحصول على نار للتدفئة أو يجد أحد يدله على الطريق ولما وصل إلى النار وإذا مشهد عجيب جدا فلم تكن نارا فقد كانت نورا.
كانت نور من شجرة ذات شوك شجرة كبيرة من داخلها نور فتعجب موسى واقترب لهذه الشجرة المنيرة ولما اقترب قربا شديدا يتأمل ما هذه الشجرة المنيرة ؟ فلما أتاها بدأ النداء الرباني في أعظم حديث مباشر بين الرب والانسان.
وأمره الله بأن يخلع نعليه،
وأنه يتحدث مع الله بالوادي المقدس طوى،
في وادي يسمى طوى في جبل الطور، وأنه مختار ليكون نبي وأنه الله لا اله الا هو وأمره بالعبادة واقامة الصلاة لذكره، وحذره من يوم القيامة والابتعاد عن الذين لا يؤمنون بها.
يقول الله عز وجل:
فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) ( سورة القصص).
مازلنا مع قصص الأنبياء وقصة سيدنا موسى عليه السلام الجزء الثالث
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ (9) إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ (16) ( سورة طه).
وبعد ذلك أمر الله سبحانه وتعالى من موسى عليه السلام أن يلقي عصاه في الأرض فإذا هي تتحول إلى حية بصورة سريعة،
فهرب موسى عليه السلام من الموقع،
ولم يعقب ولم يلتفت.
فناداه الله عز وجل وقال له يا موسى اقبل ولا تخف إنك من الآمنين، وأمره بأن يأخذها.
وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) ( سورة القصص).
وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ (21) سورة طه.
ثم أمره بأن يدخل يده في فتحة الثوب الذي يرتديه، أو يدخل يده تحت ابطه ففعل موسى ذلك،
فلما أخرج يده وإذ هي تلمع كأنها الشمس
يقول الله سبحانه وتعالى:
وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ (22) ( سورة طه).
فهي كانت معجزة كبيرة.
اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ( سورة القصص).
الله يأمر موسى بالذهاب إلى فرعون لدعوته للاسلام
وأمر الله موسى بالذهاب إلى فرعون لدعوته إلى الإسلام فدعا ربه بأن يحلل عقدة من لسانه يفقه قوله،
وسبحان الله من بعد الدعاء إذا تكلم يتيء تيء وإن دعا فرعون والناس يكون في منتهى الفصاحة.
اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) ( سورة طه).
وطلب موسى عليه السلام أن يكون لديه مساعد هارون عليه السلام فاستجاب الله له.
تقول الايات
وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ (36) ( سورة طه).
قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) ( سورة القصص).
نبي الله موسى يذهب إلى قصر فرعون لدعوته إلى الله
لما ذهب إلى قصر موسى قال الحرس ارجع، فقال : ” إني رسول ” فظنوه رسول من ملك آخر فأدخلوه إلى فرعون فعرفه وكان مشهدا عظيمًا ذكر في القرءان الكريم بأكثر من صيغة.
ودخلا على فرعون وأبلغانه أنهما رسولا من رب العالمين من أجل اخراج بني اسرائيل من الذل الذي فيه،
والايمان بالله عز وجل.
فرفض فرعون وقال له انه تربى في قصره ونشأ في الثراء، ثم قتل رجلا من المصريين وهرب،
فقال موسى عليه السلام فعل ذلك فعلا عن دون قصد قتل خطأ،
وفرر إلى مدين ثم عاد ووهب الله له حكمًا، وقال لفرعون :” هل هذه النعمة تمنها علي أن جعلت بني اسرائيل عبيدا”.
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة (الشعراء)
وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) الَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) ( سورة الشعراء).
فرعون يسأل عن صفات الله عز وجل
فسأل فرعون موسى عن صفات الله عز وجل فقال له رب السماوات والارض وما بينهما،
وكان يتوجه موسى بالخطاب للحاضرين
يقول الله سبحانه وتعالى: قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (24) ( سورة الشعراء).
فبدأ فرعون يقاطعه ويستهزيء به:
يقول الله تعالى:
قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (28) ( سورة الشعراء).
فرعون يهدد موسى بالسجن إن لم يعتبره اله
وهذا منهج الطغاة فحتى لو رأى الدليل والحجة،
يتعامل بعنف وسجون وبطش وهذا ما يحدث في كثير من البلاد الاسلامية اليوم.
قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) (سورة الشعراء).
تابعونا قصص الأنبياء قصة سيدنا موسى عليه السلام (الجزء الرابع)
مازلنا مع قصص الأنبياء
وقصة سيدنا موسى عليه السلام الجزء الثالث
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.