ولآبائنا الأيدي الطولي فيما آلت إليه شُخُوصنا
ولآبائنا الأيدي الطولي فيما آلت إليه شُخُوصنا
بقلم بــــــــسنت صلاح عباس
ولآبائنا الأيدي الطولي فيما آلت إليه شُخُوصنا
بطريقهٍ ما ، كل ما فينا كأشخاص بالغين من أختلالٍ و اضطرابٍ
_ بسيطا كان أو كبيراً ،له جذور في طفولتنا ، لا شيء فينا وليد الصدفة ، و لا خارجاً عن التأويل . ولآبائنا الأيدي الطولي فيما آلت إليه شُخُوصنا.
فالعيش مع والدٍ كثير الرفض و عصيّ الإرضاء أقرب إلي تنشئه ابنٍ يتملكه الرهابُ الاجتماعي و ميول الانزواء .
و العيش مع والدٍ قاسي الطباع عنيف الانفعال أقرب الي تنشئه ابنٍ يعتريه الهوان و الخضوع .
و العيش مع والدٍ ذي نزعهٍ مهووسهٍ الي التنافس و الإنجاز اقرب الي تنشئه ابن يجد ملجأه في التقصير و تدني التحصيل.
و معيشه يملأوها القلق و النقص المادي أقرب إلى تنشئه ابنٍ يبالغ في تحصيل الإنجاز المادي و المكانه الإجتماعيه .
و العيش مع والدٍ مهووسٍ بفرط الحماية أقرب إلي تنشئه ابنٍ ينتابه الفزع و الجبن أمام كل إشكالٍ و تعقيدٍ .
و العيش مع والدٍ كثير الإنشغال و شحيح الإنتباه أقرب إلي تنشئه ابنٍ مهووس بحب الإلفات و جذب الإنتباه .
هناك دوما أسباب ما لما نحن عليه ، هناك دائما تاريخ و إرث تشكلت علي آثاره طباعنا و اضطراباتنا . و برغم ذلك ليس من العدل أن نلوم آباءنا ، و لا من الحق أن نتنصل من مسؤوليتنا الكامله تجاه تعافينا .فهم ككل إنسان مفطورون علي النقص مشوبون بالعيب ،فلابد أن نتأثر سلباً تحت جناح رعايتهم ، و بطبيعته الحال هذه ليست آثاماً اجترموها عمداً و إنما سُنه عيش فُرضت إجمالاً علينا.
هذا ليس تحريضاً الحنق علي آبائنا و إنما نداءً لنكسر نحن هذه الحلقه التي تدور بتوارث الأذي
ولآبائنا الأيدي الطولي فيما آلت إليه شُخُوصنا