مقالات ووجهات نظر

إخلاص الدين ومدوامة الإستغفار

إخلاص الدين ومدوامة الإستغفار

إخلاص الدين ومدوامة الإستغفار

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إخلاص الدين ومدوامة الإستغفار

لقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم وهو أتقى الخلق بإخلاص الدين وإدامة الاستغفار، فقال عز وجل في سورة محمد ” فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات” فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ملازما للاستغفار آناء الليل وأطراف النهار، حتى قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم “والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة” رواه البخاري، وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول “ربِّ اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم” فيا أيها المسلمون اتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، وتقربوا إليه سبحانه وتعالي بصالح الأعمال.

وكثرة التوبة والاستغفار فإن الله تعالى وهو اللطيف الخبير، قد علم ما في الخلق من ضعف، وما هم عليه من قصور ونقص قد يحملهم على ارتكاب الذنوب، واقتراف المعاصي، ففتح لهم سبحانه وتعالي باب الأمل والرجاء في العفو والمغفرة، وأمرهم أن يلجؤوا إلى ساحات كرمه وخزائن فضله، فهو سبحانه رحيم بمن رجاه، قريب ممن دعاه، والخطأ والتقصير مما جبل عليه البشر، والسلامة من ذلك مما لا مطمع فيه لأحد، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم” واه مسلم، فعليكم بدوام الذكر قبل فوات الأوان، فقد وقف الحسن البصري على جنازة فقال لصاحبه يعظه تُرى هذا الميت لو رجع إلى الدنيا ماذا يصنع؟

قال يكثر من الذكر والطاعة، فقال له الحسن قد فاتته فلا تفتك أنت، فيا عبد الله، قف بين يدي ربك خاضعا ذليلا خاشعا وقل يا رب أخطأت وأسأت وأذنبت، وقصّرت في حقك، وتعديت حقوقك، وظلمت نفسي وغلبني شيطاني، وقهرني هواي وغرتني نفسي الأمارة بالسوء، واعتمدت على سعت حلمك، وكريم عفوك، وعظيم جودك وكبير رحمتك، فالآن جئت تائبا نادما مستغفرا، فاصفح عني، واعف عني، وسامحني، وأقِل عثرتي، وأقِل زلتي، وامحو خطيئتي، فليس لي رب غيرك، ولا إله سواك، فكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول ” رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم” وقوله صلى الله عليه وسلم “أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ”

وقال صلى الله عليه وسلم “سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة” رواه البخاري، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال”طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثرا” رواه ابن ماجه، والاستغفار معناه طلب المغفرة من الله بمحو الذنوب وستر العيوب، ولا بد أن يصحبه إقلاع وابتعاد عن الذنوب والمعاصي، وأما الذي يقول أستغفر الله بلسانه، وهو مقيم على المعاصي بأفعاله فهو كذاب لا ينفعه الاستغفار.

إخلاص الدين ومدوامة الإستغفار


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة