رياضةمقالات ووجهات نظر

ميسي فرصة إبريل .. بقلم مصطفي خلف

مصطفى خلف 

لا يوجد شئ يحدث صدفة او فجاة، انت فقط اما لم تتابع اخر التطورات او لا تعرف كل الكواليس والتفاصيل الخفية، خاصة مع تلك الامور الكبيرة.. والتي يستحيل ان تتم بسرعة بين ليلة وضحاها! كما يقال: لم تُبنَ روما في يوم واحد! هكذا،

فكل النهايات الجميلة او السعيدة او التي تُحدث ضجة بـ اي طريقة او لاي سبب اخر! كانت بحاجة الى مجهودات ضخمة وغير عادية! هذا ما يجعل مثل هذه الاحداث من نصيب البعض دون الآخر!
انضم “ليونيل ميسي” الى انتر ميامي بصفة رسمية في صفقة كان يتم التخطيط لها منذ مدة طويلة! لم تكن صدفة اطلاقاً، حتى وان لم يكن متوقعاً ان اللاعب الافضل في تاريخ اللعبة من وجهة نظر كثيرين سـ ينتهي به المطاف للعب في الدوري الامريكي! والذي قد يكون محطته الاخيرة في مسيرته الفردية الفريدة

لا يوجد دخان بدون نار
عندما انتقل ميسي الى باريس سان جيرمان لم يكن الامر به احتمال للحظ او المفاجآت، حيث تواصل باريس مع ميسي قبل نهاية موسمه الاخير مع برشلونة بشهرين! ولكن اللاعب اخبرهم آنذاك ان رغبته الاولى هي البقاء في برشلونة
بمجرد معرفة ان هناك فرصة لرحيل ميسي بسبب الازمة المالية الطاحنة للفريق الكتالوني، تواصلوا معه قبل ان يودع فريق عمره في مؤتمر صحفي! اتفقوا معه شفهياً في الوقت الذي كان ميسي نفسه ينفي فيه اخبار الفريق الفرنسي.. قبل ان ينجحوا في التعاقد معه
كذلك ايضاً نفس الحال للفريق الامريكي، الذي بمجرد ان اصبح “بيكهام” مالكاً له، كان يسعى لضم ميسي ورونالدو! وفي ابريل ايضاً من العام الحالي ٢٠٢٣، قام بيكهام بزيارة باريس سان جيرمان ليس بصفته لاعب سابق فحسب! ولكن كمالك لفريق انتر ميامي، من اجل اقناع ليو بالانضمام، ليحصل على توقيعه برغم منافسة قوية وعروض مغرية للغاية من الهلال السعودي

ولا توجد نار بدون حطب
لماذا وافق على ميسي على عرض باريس سان جيرمان؟ لانه من الاندية القليلة التي يمكنها ان تدفع له راتبه، مع وجود صديقه المقرب له وهو البرازيلي “نيمار”، لتكوين ثلاثية اسطورية لـ كلاهما مع مبابي، حاجة ميسي لتقليل الضغوطات بعد فترة صعبة للغاية مع برشلونة في نهاية مشواره معهم وخاصة على الصعيد الاوروبي
مع وجود دافع او حافز له في تجربة جديدة الا وهو تحقيق دوري الابطال مع باريس، البطولة التي كان يرغب بتقديم مواسم افضل بها ولا سيما التتويج باللقب! محاولة كتابة التاريخ لفريق باريس كانت تستحق المغامرة
لا ننسي ايضا الاستعداد لكاس العالم في قطر ٢٠٢٢، رغبة ميسي للاستعداد فنياً باللعب في احدى الدوريات الكبرى، وكذلك ذهنياً ايضاً بالتواجد في فريق يمكنه ان يفوز بالبطولات المحلية دونه! ويمكنه ايضا ان يستريح حيثما يريد! لم يكن هذا ممكناً سوى في فريق يُنظر اليه ان ميسي اكبر منه! ولا يمانع في هكذا معاملة.. وهو قطعاً باريس سان جيرمان
لماذا انضم بعدها لفريق انتر ميامي؟

بعد تتويج ميسي بكاس العالم في قطر، تحدث الصحفي “هيرنان كاسكياري” بكلمات اثرت في ميسي وانتونيلا لدرجة البكاء، عندما قال ان ميسي بمثابة قائد المغتربين في برشلونة، وهو ما مس قلب ميسي لدرجة انه بعث رسالة صوتية يشكره فيها لان كل ما قيل وما كتب (على حد تعبيره) كان حقيقياً ومحفزاً
في ميامي يبدو ان المجتمع هناك اقرب لتلك البيئة التي اعتاد العيش فيها بسبب وجود عدد كبير من الارجنتنيين هناك!، وهو ما اثر على قرار ميسي الذي يريد ان تكون حياته مع ناديه الجديد شبه عائلية واكثر هدوء، حتى ان اللاعب نُشرت له صور وهو يتسوق مع افراد اسرته دون ادنى مضايقات، لذلك فـ امريكا هي الخيار الانسب
الكذبة الاكبر هي ان الصدفة قد تخلق شيئاً مهماً، فـ كل شئ يبدا بفرصة او محاولة، وبما ان اخر انتقالين لـ ميسي كانت بداية المفاوضات او جس النبض فيهما في نفس الشهر وهو نيسان، فـ كما يوجد كذبة ابريل، يمكن القول بـ ان هناك ما يجب ان نطلق عليه اسم فرصة ابريل ايضاً.


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة