مقالات ووجهات نظر

الوقت كنزك الحقيقي والثروة التى لم ترثها

الوقت كنزك الحقيقي والثروة التى لم ترثها

الوقت كنزك الحقيقي والثروة التى لم ترثها

كتبه /نادية احمد

لقد أغدقَ اللهُ عزَّ وجلَّ على عبادِة بالنِّعمَ بشتَّي صرُوفِها وأنواعِها، ومن أجلِّ هذه النعمِ وأعظَمِها نعمةُ الوقتِ، نعمةُ الليلِ والنهارِ، يزيد هذا ويطول ذاك، بحكمةٍ رشيدةٍ تيسِّرُ علي العبادِ أمرَ دُنْيَاهم.

قد أقسم الجليل سبحانه وتعالى بالوقت؛ فقال سبحانه: ﴿ وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ﴾ ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾ ﴿ وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ 

فأقسمَ عزَّ وجلَّ بالليلِ إذا سَرى وغشَّى وسجَى، وأدلهمَّتْ ظلْمَتُه فعمَّتِ الكونَ برُمَّتِه، وأقسمَ بفجره وآخِرِه إذا هبَّ الناس من سُبَاتهم، واستيقظوا من رُقَادِهم، وأقسمَ بأشرفِ الليالي وأفضَلِها، وهي ليالي العشر من رمضان أو عشر ذي الحجة.

وأقسم بالنهارِ إذا تجلَّى للخلقِ بنورِه، وانتشرَ ضياؤه بالضحى فأعاد للناس الحياة، ثم أقسمَ الله بعد ذلك بالدهرِ أجمعَ، ليلِه ونهارِه، ظلامِه وضياءِه، وأقسمَ بالعصرِ الذي هو اسمٌ من أسماءِ الدهرِ. ولا يقسمُ سبحانه إلا بأمرٍ عظيمٍ، لبيانِ شَرَفِه وأهميتِه، ولفتِ أنظارِ الناس إليه.

وقال الله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ فأقسم سبحانه وتعالى بالزمن أنَّ كل الناس خاسرون، فالعمر ينقضي وهم في سُباتٍ، والوقت يمضِي وما تزوَّدوا من الخيراتِ، لكنْ من اغتنمَ أيَّامَه ولياليه في طاعةِ ربِّه والمُسارعةِ إلى رضوانه فهو الرَّابح

 وقد صحَّ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: “لا تزولُ قدمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسأَلَ عن: عمُرِه فيما أفنَاه، وعن علمِه فيم فعلَ، وعن مالِه من أين اكتسبَه وفيمَ أنفقَه، وعن جسمِه فيم أبلَاه” فجعلَ اثنين من الأسئلةِ التي يُسأل عنها العبدُ يومَ القيامةِ عن الوقت والعمرِ.

فهل تظنُّ بعد كل هذا أنَّ اللهَ وهبنا العمرَ لنُضِيَّعه في اللعب واللهو؟!

هل منحنا ربَّنا شبابًا وفتوةً لنقضيَها في الاستمتاع والمرح وحسب؟!

أنت اليومَ في دارِ العملِ، في صحةٍ وعافيةٍ، فسابقْ إلى الطاعاتِ، وتزوُّدْ من الخيراتِ، فسوف تجدُ عاقبةَ ذلك خيرًا بعد انقطاعِ أجلِك، وانقضاءِ عُمُرِك

وغدا ستندم اشد الندم على كل دقيقة من حياتك مرت ولم تغتنمها 

ستتملكك الحسرة علي كنزك الذى اهدرته في اشياء لا قيمه لها 

اغتنم وقتك في تعلم اشياء تفيدك اغتنم وقتك في اشياء ستحاسب عليها امام الله 

لا تجعل دقيقة تمر من حياتك بلا ثمن دون ان تفعل شيئا او تتعلم شيئا 

والا ستقف امام الله وهو يسألك عن عمرك فيما افنيته تعض على اناملك من الندم   

هل ستفول له افنيته امام التلفاز امام مباريات الكرة ام افنيته امام الهاتف في التصفح على مواقع التواصل الاجتماعى 

ام افنيته في الجلوس على المقاهى للعب والتسلية ماذا ستقول ؟

الوقت كنزك الحقيقي والثروة التى لم ترثها

بقلم نادية أحمد


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

مقالات ذات صلة