مقالات ووجهات نظر

تربية الأولاد وتأديبهم

تربية الأولاد وتأديبهم

تربية الأولاد وتأديبهم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

تربية الأولاد وتأديبهم

إن الإسلام هو الذي قرن بر الوالدين بعبادة الله وحده، وأفاض الأجور العظيمة والنعم المستديمة لمن بر والده وألانَ له القول، بل جعل الابن وماله لأبيه، وكذلك أيها الأب ادرك أن مهمتك لن تنتهى، حتى بعد أن يكبر الطفل ويستقل بذاته، سيعود لوالده مرارا وتكرارا، ويطلب منه المعونة والنصح والاستفادة من خبراته، وخصوصا فى الزواج والحياة المهنية والدراسة فى الجامعات، وإن تبعات الأمانة أن من حفظها نال ثواب الله عز وجل في الدنيا والآخرة، ومن أضاعها نال عقابة تعالي لمضيع الأمانة في الدنيا والآخرة، ويقول تعالي ” وحملها الإنسان ” أي تحمل هذه المسؤولية العظيمة مع ظلمه وجهله، فالعبد يعيش متحملا مسؤولية الأمانة في حياته كلها، والله تعالي يسأله عنها يوم لقائه.

ويقول قائل كثيرا ما نلوم أنفسنا على تقصيرنا فى تربية أبنائنا على الوجه الذى يرضاه الله، فمن خلال متابعتنا للبرامج الدينية، والثقافية، والنفسية على القنوات الفضائية، والآفاق الواسعة التي تفتحها للمربين للعمل على تربية الأبناء تربية سليمة، ناضجة، متدينة تحب الله ورسوله، ومن خلال النماذج الناجحة التي تعرضها لنا لآباء وأمهات أحسنوا تربية أبنائهم تربية ناجحة صالحة، فإن الحزن يداخل أنفسنا لجهلنا لكثير من طرائق التربية حتى وقعنا في هذا التقصير، ولو كانت الفضائيات موجودة في زمان تربيتنا لأبنائنا في ذلك الزمان لكانت تربيتنا لهم أفضل من كافة النواحى فكيف سنلقى الله على تقصيرنا في حق تربيتنا لهم ؟ فلا شك أن تربية الأولاد واجبة على الأبوين، ومن فرط وقصر في هذا الواجب.

كان آثما، وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه “علموهم وأدبوهم” وقال الحسن البصرى مروهم بطاعة الله، وعلموهم الخير، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير راع على الناس وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وامرأة الرجل راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” رواه البخارى، وإن من قبح هذا الذنب أن يمنع وصول الخير والنفع للأبوين من جهة أولادهم، وقال ابن القيم رحمه الله وقال بعض أهل العلم إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة.

قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقا فإن للابن على أبيه حق، فكما قال تعالى “ووصينا الإنسان بوالديه حسنا” وقال تعالى “قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة” فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا، وقد ذكر أهل العلم القدر الواجب في تربية الأولاد وتأديبهم، حتى يعرف أولياء أمورهم ما يجب عليهم من ذلك، ويتبين لهم إن كانوا مقصرين أم لا.

تربية الأولاد وتأديبهم


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة