مقالات ووجهات نظر

“رحلة الهجرة والطريق إلى الرحلة”

"رحلة الهجرة والطريق إلى الرحلة"

“رحلة الهجرة والطريق إلى الرحلة”

“سيدنا أبو بكر الصديق برفقة صاحبه”

كتبت: داليا عبد الباسط

عندما نذكر الصديق نذكر حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكما نعرف جيدا أن سيدنا ابو بكر الصديق كان يحب سيدنا محمد حبا جما ويخاف عليه من أي شئ، ويبكي إذا تعرض حبيبه لمكروه ويدافع بكل قوة وإخلاص لرفيق دربه وحبيبه محمد ولهذا قرروا الهجرة ليس خوفا على نفسه بل خوفا على خليله وصاحبة وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، وأكمل الصديق مسيرة حياته كلها فداء لحبيبه محمد في كل غزوة وإنفاقه في سبيل الله في كل معركة، وسمعا وطاعة واحتراما وتقديرا لحبيبه وصاحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الصديق وغزواته مع رسول وهجرته مع رسول وتوليه الخلافة وهو يذكر نصائح الرسول الكريم ووفاته بجانب الرسول الكريم كل هذا نذكره عندما نذكر الخليل وصديق ورفيق درب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

“رحلة الهجرة والطريق إلى الرحلة”

“هجرة الصديق والرفيق إلى المدينة”

بسبب تعرض قريش بالمواقف التي تحملها الرسول صلى الله عليه وسلم ويطمئن قلبه القرآن الكريم، فطلب أبو بكر الصديق من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الهجرة، فقال له حبيب الخلق لا تعجل يا أبا بكر لعل الله يجعل له خليلا في الهجرة، ففرح الصديق وتمنى أن يكون هو رفيق درب حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ومن شدة تحمسه بهذه البشارة اشترى راحلتين واهتم بهما حتى يكون مستعدا للهجر مع صاحبه، وفي يوم البشارة أتى الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه زيارة غير معتادة لأن الرسول يأتي إلي خليله بكرة وعشيا فلما رآه الصديق فهم أن هناك أمر ما وكان عند الصديق بناته الاثنين أسماء وعائشة رضي الله عنهما، فطلب من أبي بكر أن يخرج قائلا: أخرج من عندك، قال يا رسول الله إنما هما ابنتاي، فأخبره النبي بأمر الهجرة فقال أبا بكر الصحبة يا محمد يارسول الله فبكى سيدنا أبي بكر رضي الله عنه من شدة فرحته أخذ راحلتي واستأجر عبد الله بن أريقط حتى يكون دليلا في طريقهم للهجرة وساروا حتى وصلوا جبل الثوى ومكثوا ثلاث ليالي ويمكث معهما عبد الله بن أبي بكر ويأتي في المساء ينام معهما ويمشي في الصباح حتى ينقل لهما أخبار قريش لرسول الله وأبيه، أما عامر بن فهيرة كان يأتي بالأغنام حتى يزيل آثار الأقدام، ومن ناحية آخرى قريش أعلنت عن مكافأة كبيرة لمن يأتي برسول الله وأبوبكر مقتولين أو مأسورين ووصلو المشركون إلى الغار ففشلوا بالبحث عن الرسول وابا بكر لان الله معهما، فهمس أبا بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا) والصديق خائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد الرسول ليطمئن قلب أبا بكر الصديق قائلا: يا أبا بكر ما ظنك بإثنين الله ثالثهما؟

“زهد الصديق للهجرة مع خليله”

عندما خرج رسولنا الكريم ومعه أبو بكر الصديق أخذ أبو بكر ماله كله في سبيل الله ويبلغ ماله 5 أو ستة آلاف وقيلت السيد أسماء رضي الله عنها(لما توجه النبي صلى الله عليه وسلم من مكة حمل أبو بكر ماله كله فأتى جدي أبو قحافة وقد أصيب بالعمى وقال: إن هذا قد فجعكم بماله ونفسه فقالت أسماء كلا فترك لنا الخير وفيرا فعمدت إلى أحجار فجعلتهم في كوة البيت وغطيت عليهم بثيابي وقلت هذا لجدي وقال: أما إذ ترك لكم هذا فنعم وفي الحقيقة لم يترك شيئا من المال ولكنها أرادت أن تطمئن جدها بما فعلته.

“كرم الصديق في الإنفاق”

لم يستطع من الصحابة أن ينافسوا أبا بكر في الصدقة والإنفاق، ففي يوم طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الصحابة الصدفة وأراد سيدنا عمر بن الخطاب أن يسبق أبا بكر فجاء عمر بنصف ماله أما أبي بكر الصديق أحضر ماله كله ولما سأله محمد صلى الله عليه وسلم ماذا أبقيت لأهلك يا أبا بكر قال أبقيت لهم الله ورسوله فقال عمر لا أسبقه إلى شيء أبدا

” مهمات أبي بكر الصديق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم “

هو أول من أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم من الرجال، دعم النبي في حادثة الإسراء والمعراج عندما عاد رسولنا الكريم من السماء يخبر قزمه عما رأى ووصف لهم كل شئ والناس يكذبونه ولم يصدقوه ذهابه وعودته في ليلة واحد بينما أبو بكر الصديق صدقة وقال لقومه نعم أنا أصدقك إلى أبعد الحدود يا رسول الله أصدقك بخبر السماء ولهذا لقبه الرسول بالصديق، أنفق الصديق كل ماله من أجل تجهيزه للهجرة ولم يترك لأهل بيته شئ، صحب رسول الله في طريقه إلى الهجرة، وواجه كل المتاعب والصعاب مع رفيق دربه وصاحب، شارك أبو بكر الصديق غزوة غزوة تبوك التي تسمى العسرة، وأنفق مالا كثيرا ليعتق العبيد ويحررهم من الظلمات إلى النور، حج بالصحابة دون مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم زوج عائشه ابنته لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونال مكانة عالية ومنزلة رفيعة،عندما اشتد المرض على رسول الله صلى بالناس وهو رفيقا رقيقا دموعة تنزل مسرعة عندما صلى بالناس بكى على صاحبه وحبيبه وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم واختاره النبي أن يصلي وفضله لانه صديق عمره وكاتم كل أسراره ويحبه بشده.
سيدنا أبو بكر الصديق شهد كل الغزوات في عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث شهد غزوة بدر، وأحد، وبني النضير، بني المصطلق، الخندق،بني قريظة، صلح الحديبية، خيبر، غزوة القضاء، فتح مكة، حنين، تبوك، وشارك أهم السرايا وكان قائدا فيها ومنها سرية نجد، وغزوة بني فزارة، سرية ذات السلاسل أرسله النبي صلى الله عليه وسلم أميرا على الحج وشهد حجة الوداع لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

“رحلة الهجرة والطريق إلى الرحلة”

رابط الجزء السابق

https://masaaraby.com/204107/2023/08/30/

 


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة