مقالات ووجهات نظر

ما بين النظرة السطحية والواقعية لظاهرة تغير المناخ

ما بين النظرة السطحية والواقعية لظاهرة تغير المناخ

ما بين النظرة السطحية والواقعية لظاهرة تغير المناخ

بقلم / محمد سمير النينى.ما بين النظرة السطحية والواقعية لظاهرة تغير المناخ

خلق الله تعالى الأرض وأحاطها بالغلاف الجوى الذى من وظائفه تنقية الأشعة الشمسية المضرة ،وكذلك السماح بدخول الأشعة النافعة للأرض، ثم يتم توزيع هذه الحرارة على الجانب المظلم من الأرض .
ولما زادت نسبة الملوثات بالأرض نتيجة لسوء أستخدام ما حبانا الله إياه من نعم أحاطت هذه الملوثات بالغلاف الجوى مما أدت إلى خلل فى هذه الوظيفة التى وكلها الله بها مما تسبب فى عدم خروج هذه الحرارة من الأرض ، وارتفاع درجة حرارتها .
وقد أدى ذلك لخلل فى طبيعة المناخ على مستوى الكرة الأرضية فأدى ذلك لارتفاع الحرارة فى القطبين الشمالى والجنوبى وما يترتب عليه من انصهار للثلوج، وما يتبعه من ارتفاع فى مستوى المياه فى الأنهار والمحيطات ،وكذلك تصحرت بعض المناطق الخضراء ، ونمت بعض النباتات فى مناطق الصحراء ، وجفت مناطق من المياه ، ووجدت السيول فى مناطق أخرى، وسقطت الثلوج فى مناطق لم تسقط بها ،وسقطت الأمطار فى غير موعدها .
وإن الله تعالى لما خلق الكائنات كلها الحى منها والجماد جعل لكل واحد منها وظيفتة وقدر ذلك سبحانه تقديرا ،
قال تعالى : «وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا» (2 الفرقان). وقوله تعالى: «إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ» (49 القمر).
فما إن تدخل الإنسان بعمل شئ لا يرتضيه الله وأمره بعدم فعله من تدمير لأشجار ، أوقتل لحيوانات أو حشرات أو غير ذلك إلا أدى إلى خلل فى التوازن البيئى مما أدى لخلل فى الأستقرار والأمان فى حياتنا وهذا ما نجنيه اليوم قال تعالى : «ومَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ، مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ» ( 39 -40 سورة الدخان).
وفى هذه الآية تصريح واضح بأن حكمة الخلق تشمل السماء والأرض وما بينهما، فلا يخلو منها شيء من المخلوقات، وكذلك إشارة إلى أن أكثر الناس لا يعلمون بهذه التغيرات وآثارها فتورطوا فى صناعة الفساد البيئى حتى بات العالم ينادى بضرورة إنقاذ الأرض ممن يعيشوا عليها .
إن قضية التناغم بين الإنسان والبيئة إنما يصنعها الإنسان ذاته ، فإما أنه بأخلاقه وأفعاله ينسجما معا قال تعالى : «أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ» (لقمان 20).
أو يحدث تصادم بينهما ونفور إذا لم يراعى الإنسان بأخلاقه وأفعاله حسن التعامل مع ما حباه الله وسخر له
قال تعالى : ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) الروم .

 

ما بين النظرة السطحية والواقعية لظاهرة تغير المناخ


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة