قصص الأنبياء وقصة سيدنا موسى عليه السلام الجزء العاشر
قصص الأنبياء وقصة سيدنا موسى عليه السلام الجزء العاشر
مع فضيلة الشيخ
أحمد الشيخ
خطيب بوزارة الأوقاف بالإسكندرية
خلال الأربعين عامًا التي أصبح فيها بني اسرائيل في التيه حدثت أحداث منها أن أحد أعيان قوم بني اسرائيل تم قتله وأخذوا يبحثون عن مَن قتله فلم يعرفوا من قتله فبدءوا بالتحقيق ولم يصلوا لشيء، فجاءوا إلى موسى عليه السلام، قالوا يا موسى أخبرنا من قتل هذا.
قال موسى لا أعلم إلا بالوحي.
قالوا ادع لنا ربك يخبرنا من قتل هذا.
فلقد كان شخص عظيم من كبارهم وأعيانهم، فأخذ موسى عليه السلام يدعوا الله ويكرر الدعاء، ليعرف من ذبح ذلك.
وبعدما أمرهم بأن الله يأمرهم بأن يذبحوا بقرة قالوا له أتلعب يا موسى ؟ فرد عليهم وأكد أنه أمر من الله، ورغم أنه كان من السهل عليهم أن يستطيعوا ذبح أي بقرة فلم يحدد الله لكنهم أرهقوا أنفسهم فأرهقهم الله عز وجل، وبالفعل بدءوا يبحثون عن البقر الأصفر المأمورين بذبحه، وبعدها طلبوا معرفة أي بقرة المطلوب ذبحها بالتحديد، فلما تعنتوا وتكلفوا فالله سبحانه وتعالى شد عليهم، وهذا فيه درس أن الإنسان لا يشتد على الناس بالدين.
قال لهم موسى إنها بقرة لا تستعمل في حراثة الأرض ولا تسقي الحرث ولا تستعمل في سقاية الزرع ولا تركب ولا تستعمل بل هي بقرة لا يوجد فيها أي علامة صفراء فقط فاقع لونها ولا يوجد فيها أي علامة.
فبدءوا يبحثون عن هذه البقرة لم يجدون هذه البقرة إلا عند غلام يتيم فاستعجل واحد إليه، فقال لو طلبوا منك شراء هذه البقرة فاطلب ثمن غاليًا، خاصة أن الميت كان ثري، وجاءوا للغلام فقال هل تبيع البقرة ؟
قال نعم.
قالوا بكام.
قال بوزنها ذهبًا.
قال موسى اضربوا به الميت.
فجاءه الوحي فذهب موسى عليه السلام وأخبرهم بأوامر الله عز وجل: وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ. ( سورة البقرة)
فدفعوا في البقرة هذا الثمن فالله سبحانه وتعالى أغنى الغلام اليتيم وعاقبهم في نفس الوقت، واشتروا البقرة بالفعل وذبحوها.
قالوا ذبحنا البقرة ولم نعرف من قتله.
فقال موسى : اقطعوا منها جزءا.
فقطعوا منها الفقيم.
قال : اضربوه بالفقيم.
فأحيا الله سبحانه وتعالى الميت أمامهم وقال: هذا الذي قتلني، ورجع مات. فسبحان محيي الموتى عز وجل
يقول الله عز وجل وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) سورة البقرة.
ولم تلين قلوبهم حتى بعدما رآوا المعجزات والمعجزات أمام أعينهم، ولم يؤمنوا ايمانًا كاملًا بالله وبدعوة النبي موسى
يقول الله تعالى : ” ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) ( سورة البقرة).
تابعوا قصص الأنبياء قصة سيدنا موسى عليه السلام (الجزء 11)
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.