خلاف النبي بين زوجاتة شهرا
خلاف النبي بين زوجاتة شهرا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
خلاف النبي بين زوجاتة شهرا
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وقيل أنه حدث أن اجتمع نساء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عليه، وشكونا إليه شظف المعيشة، وسألنه المزيد من النفقة، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يمر عليه الشهر والشهران والثلاثة، وما أوقد في بيته نارا، وكانوا إنما يعيشون على الأسودين على التمر والماء، فاجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وشكونا إليه ما يجدن من ضيق العيش، وسألنه المزيد من النفقة، وكان هذا أمرا مرتبا، إذ اجتمعنا جميعا وطالبنا بهذا الطلب.
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا من هذا التصرف، غضبا شديدا، وأقسم بالله ألا يدخل عليهن شهرا كاملا، فروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال “لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نسائه دخلت المسجد، فإذا الناس يمكتون بالحصى، ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نسائه، أي أنه بعد هذا الموقف أشيع في المدينة أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق نسائه، قال عمر فدخلت على حفصة بنت عمر، أي على ابنته زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لها يا حفصة أبلغ من شأنك أنك تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقتك، فبكت أشد البكاء، فقلت أين رسول الله؟
قالت هو في خزانته في المشربة، فاستأذنت عليه، فإذا برباح غلام النبي صلى الله عليه وسلم، وقلت له استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن، قال عمر فدخلت عليه في تلك المشربة، فإذا هو مضطجع على حصير، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، قال عمر فابتدرت عيناي فبكيت، قال ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ قلت يا رسول الله ومالي لا أبكي؟ وهذا الحصير قد أثر في جنبك؟ وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى؟ وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته وهذه خزانتك؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أما ترضى يا عمر أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا، قلت بلى.
ثم قلت يا رسول الله أطلقت نسائك؟ قال لا، قال عمر فحمدت الله وكبرت، وذهب عمر يخبر الناس بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلق نساءه” رواه مسلم، ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم على تلك الحال شهرا، حتى نزل عليه قول الله تعالى ” يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما” فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على أزواجه بعدما أكمل شهرا، وكان أول من دخل عليها السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت يا رسول الله مضى تسعة وعشرون يوما، وبقي يوما واحدا، والله إني لأعدهن عدا، فقال صلى الله عليه وسلم إن الشهر تسعة وعشرون، أي أن الشهر وافق أن يكون تسعة وعشرين وليس ثلاثين.
ثم قال صلى الله عليه وسلم يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك؟ قالت ما هو يا رسول الله؟ قال تلا عليها قول الله عز وجل” يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما” قالت فقلت يا رسول الله أو فيك أستشير أبوي والله إني أريد الله ورسوله والدار الآخرة؟ ثم ذهب صلى الله عليه وسلم إلى أزواجه، وعرض عليهن الأمر كما عرض على السيدة عائشة رضي الله عنها، فكلهن اخترنا الله ورسوله والدار الآخرة رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن، وإذا كان هذا الذي حصل في هذا البيت المثالي حصلت هذه المشكلة.
التي أدت إلى أن يعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه شهرا كاملا، وهو الزوج المثالي، وأمهات المؤمنين من خير نساء الأمة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم الخلق، كريم السجايا، ومع هذا حصل ما حصل، إلى هذا الموقف الذي هجر النبي صلى الله عليه وسلم فيه نساءه شهرا كاملا، ففي هذا عبرة للأزواج، وعبرة للزوجات، وأن الواجب هو الصبر والتحمل، والتغاضي عن الهفوات والتغافل.
خلاف النبي بين زوجاتة شهرا
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.