مازلنا مع قصص الأنبياء وقصة سيدنا هارون عليه السلام
مازلنا مع قصص الأنبياء وقصة سيدنا هارون عليه السلام
خطيب بوزارة الأوقاف بالإسكندرية
هارون هو أخو نبي الله موسى عليه السلام،
وهو نبي هو الآخر حيث كان مع أخيه في دعوة فرعون لعنة الله عليه.
موسى يطلب من الله مرافقة أخيه هارون في دعوة فرعون
وأمر الله موسى بالذهاب إلى فرعون لدعوته إلى الإسلام فدعا ربه بأن يحلل عقدة من لسانه يفقه قوله،
وسبحان الله من بعد الدعاء إذا تكلم يتيء تيء وإن دعا فرعون والناس يكون في منتهى الفصاحة.
اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) ( سورة طه).
وطلب موسى عليه السلام أن يكون لديه مساعد هارون عليه السلام فاستجاب الله له
تقول الايات
وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ (36) ( سورة طه).
قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) ( سورة القصص).
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة (الشعراء)
وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) الَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) ( سورة الشعراء).
موسى يقضي 40 ليلة في الوادي المقدس وهارون يقضيهم مع بني اسرائيل
فصام عشرة أيام،
وأتم ميقات ربه اربعين يومًا هذا بعدما قال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين،
حيث ترك قومه حاكما عليهم يدير شؤونهم نبي الله عليه السلام هارون، وفي أثناء هذه الاربعين يوما موسى عليه السلام كان يتكلم مع الله مباشرة دون وحي ولذلك يقال على موسى ( كليم الله ) أي ليست مرة واحدة بل مرات كلمه عز وجل.
بنو اسرائيل يخرجون بذهب المصريين
في غياب موسى عليه السلام لما انتهت الثلاثون يومًا ولم يرجع موسى كما وعدهم،
فقال بنو اسرائيل إن هناك شيء حدث،
فقال لهم هارون ( لعلنا اذنبنا فأتوا بالحلي ) وهذا الحلي لم يكن لبني اسرائيل وإنما كان للمصريين واستعار نساء بني اسرائيل الذهب استعارة.
مازلنا مع قصص الأنبياء وقصة سيدنا هارون عليه السلام
ولما خرجوا خرج معهم الذهب وهو ليس لهم،
فقال هارون لعلكم عوقبتم بهذا الذهب فلا يحل لكم ولا تستطيعون أن ترجعوه فأتوا به فادفنوه،
وتم انشاء حفرة والقوا الذهب ودفنوه.
وجاء السامري فأخذ الذهب وصنع منه شكل عجل ( ابن البقرة ) وأخذ قبضة من أثر الرسول والرسول هنا هو جبريل عليه السلام كان قد بصر.
فالله سبحانه وتعالى أراد أن يبتلي بني اسرائيل فعجل عند السامري قدرة أنه رأى جبريل عليه السلام وهو على فرسه،
وكان يرى ما لا يراه الآخرون.
السامري يصنع عجلا ويرمي عليه تراب فرس جبريل
فرأى السامري جبريل عليه السلام على فرسه، وأنه كلما داس جزء من الأرض ظهر منها الزرع فورًا في كل مكان يدهس فيه وكأن فيه حياة،
فلما رأى هذا المشهد أخذ حفنة من التراب الذي دهسه فرس جبريل عليه السلام فلما صنع العجل أخذ هذه الحفنة فقذفها على العجل فبدأ هذا العجل يظهر أصواتًا وكأنه يخور الخوار الحقيقي.
ولما عاد موسى عليه السلام إلى بني اسرائيل وهو غاضب لامهم وقال لهم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنًا ؟ هل تأخرت عليكم 10 أيام ؟!
السامري يضل بني اسرائيل ويقول لهم أن العجل هو اله موسى
السامري قال لبني اسرائيل موسى ذهب يبحث عن الهه واله هنا عندنا .. هذا العجل هو اله موسى وسيرجع موسى ليعبد هذا العجل معنا،
وأكثرهم عبد العجل وقليل منهم امتنع وانتظر عودة موسى النبي الذي لا يخلف وعده،
فتوقفوا ولم يكن من بينهم على الحق إلا هارون عليه السلام.
وقال لهم موسى أنا وعدتكم تأتون خلفي ولا تتوقفون، فردوا عليه أنهم لم يتوقفوا بإرادتهم ولكنهم حملوا الذهب من زينة المصريين قوم فرعون فقذفوها في الحفرة وتحرك السامري وأخرج العجل جسدًا له خوار فقال : هذا الهكم واله موسى،
وأن موسى نساه هنا وذهب يبحث عنه،
لذلك وافقوه وظلوا يعبدونه حتى يعود موسى عليه.
مازلنا مع قصص الأنبياء وقصة سيدنا هارون عليه السلام
موسى عليه السلام يعاتب هارون عليه السلام
فألقى موسى عليه السلام ألواح التوراة وأخذ يجر هارون عليه السلام من لحيته،
وكان بني اسرائيل يحبون هارون أكثر من موسى نظرًا لأنه شديد.
وسأله عن السبب الذي منعه إذا رآهم ضلوا عن الطريق السليم وعصيانه فقال له يا ابن أمي لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي واعتذر له وقال له انه خاف أن يقول موسى فرقت بين بني اسرائيل ولم تنتظر حكم موسى في هذا الأمر.
هارون عليه السلام كان نبي لكنه كان تابعا لموسى عليه السلام وهنا التفت موسى عليه السلام إلى السامري وقال له ما الذي صنعته يا سامري ؟ وكيف صنعت له خوار؟
فرد عليه السامري أنه رأى شيئًا لم يراه الآخرون،
حيث رأى جبريل عليه السلام وقبض قبضة من فرس جبريل ورماها على العجل، وكذلك زينت له نفسه الأمر،
وانحرافه عن الطريق السليم.
وما بقى على الحياد الا نفر قليل والباقي عبد العجل.
وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم أي أنه كانوا يظهرون الايمان لكن حقيقتهم في قلوبهم الكفر وهذا شأن اليهود دومًا.
موسى وهارون فقط الذين أطاعا الله في الدخول إلى القدس
بعدما رفض بنو اسرائيل دخول القدس ظل رجلان هما ( موسى ) و ( هارون) الذين قالوا لبني اسرائيل ادخلوا الباب فقط وسيفر قوم ايلياء ولم يكن مطلوب هجوم من كل مكان،
فالأمر كان بسيط، ولابد من التوكل على الله.
ولم يطع من الـ 600 ألف من بني اسرائيل واحد حتى السبعين الذين ذهبوا معه الوادي المقدس،
واساءوا الأدب مع النبي موسى عليه السلام،
فال موسى أنه لا يوجد أحد إلا نفسه وأخيه هارون فدعا على قومه.
وفاة هارون عليه السلام في التيه
ظل موسى عليه السلام مع بني اسرائيل في التيه أربعين عاما، ومات هارون عليه السلام أخو موسى عليه السلام ودفن في التيه أي دفن في الصحراء،
وبعد مررو عامين توفى موسى عليه السلام.
تابعوا قصص الأنبياء القادم أن شاءالله
قصة سيدنا الياس عليه السلام
مازلنا مع قصص الأنبياء وقصة سيدنا هارون عليه السلام
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.