أعظم ما أحدثه الغرب
أعظم ما أحدثه الغرب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
أعظم ما أحدثه الغرب
الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين ونصلي ونسلم ونبارك علي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، الذي شُجّ صلي الله عليه وسلم في وجهه وكسرت رباعيته، وقتل سبعون من أصحابه، فما وهن ولا ضعف ولا خار، صلي الله عليه وسلم بل كان أمضى من السيف، وبرز يوم بدر وقاد المعركة بنفسه، وخاض غمار الموت بروحه الشريفة، وكان صلي الله عليه وسلم أول من يهبّ عند سماع المنادي، بل هو صلي الله عليه وسلم الذي سنّ الجهاد وحث وأمر به، وتكالبت عليه الأحزاب يوم الخندق من كل مكان، وضاق الأمر وحلّ الكرب، وبلغت القلوب الحناجر، وظن بالله الظنون، وزلزل المؤمنون زلزالا شديدا، فقام صلى الله عليه وسلم يصلي ويدعو ويستغيث مولاه.
حتى نصره ربه وردّ كيد عدوه وأخزى خصومه وأرسل عليهم ريحا وجنودا وباؤوا بالخسران والهوان، ونام الناس ليلة بدر وما نام هو صلى الله عليه وسلم، بل قام يدعو ويتضرع ويتوسل الى ربه ويسأله نصره وتأييده، فيا له من إمام وما أشجعه لا يقوم لغضبه أحد، ولا يبلغ مبلغه في ثبات الجأش وقوة القلب مخلوق، فهو صلي الله عليه وسلم الشجاع الفريد والصنديد الوحيد الذي كملت فيه صفات الشجاعة وتمّت فيه سجايا الإقدام وقوة البأس، وهو صلي الله عليه وسلم القائل ” والذي نفسي بيده لوددت أنني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل” رواه البخاري، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فقد قال صلى الله عليه وسلم ” لا يدخل الجنة قاطع ” يعني قاطع رحم، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال.
“من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أجله فليصل رحمه ” فإن الآيات والأحاديث في بر الوالدين وصلة الرحم وبيان تأكيد حق الأم كثيرة مشهورة وفيما ذكرنا منها كفاية ودلالة على ما سواه وهي تدل مَن تأملها دلالة ظاهرة على وجوب إكرام الوالدين جميعا، واحترامهما والإحسان إليهما وإلى سائر الأقارب في جميع الأوقات، وترشد إلى أن عقوق الوالدين وقطيعة الرحم من أقبح الصفات والكبائر التي توجب النار وغضب الجبار نسأل الله العافية من ذلك، وهذا أبلغ وأعظم مما أحدثه الغرب من تخصيص الأم بالتكريم في يوم من السنة فقط ثم إهمالها في بقية العام مع الإعراض عن حق الأب وسائر الأقارب ولا يخفى على اللبيب ما يترتب على هذا الإجراء من الفساد الكبير مع كونه مخالفا لشرع أحكم الحاكمين.
وموجبا للوقوع فيما حذر منه رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم ويلتحق بهذا التخصيص والابتداع ما يفعله كثير من الناس من الاحتفال بالموالد وغيرة فإن هذه كلها من المحدثات التي قلد فيها كثير من المسلمين غيرهم من أعداء الله وغفلوا عما جاء به الشرع المطهر من التحذير من ذلك والنهي عنه، فعليكم بإتباع الإسلام وسنة النبي العدنان محمد صلي الله عليه وسلم فإنه دين جاء ليخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا الى سعة الاخرة، ومن ظلمات الشرك الى نور التوحيد، ومن شقاء الكفر الى سعادة الإيمان، فهو دين صالح لكل زمان ومكان، شرعه من يغفر الزلة، وهو الذي يعلم السرّ وأخفى، العالم بعلانية العبد والنجوي، وهو الدين الوسط الذي جاء بالعلم النافع والعمل الصالح.
خلاف ما كان عليه اليهود لأن عندهم علم غير نافع لم يعملوا به، فغضب الله عليهم، وخلاف النصارى لأن عندهم عمل بلا علم، فضلوا سواء السبيل، فدين الإسلام صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فالرسول صلى الله عليه وشلم بعث أميا من الأميين يتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبله لمن الضالين، فجاء هذا الدين بتحريم الكذب في الأقوال والزور في الشهادة، والظلم في الأحكام، والجور في الولاية، والتصفيف في المكيال والميزان، والبغي على الناس والاعتداء على الغير والإضرار بالنفس والناس، فحفظ القلب بالإيمان، والجسم بأسباب الصحة، والمال من التلف، والعرض من الإنتهاك، والدم من السفك، والعقل من إذهابه وتغييره.
أعظم ما أحدثه الغرب
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.