الإعتصام بتقوى الله عز وجل
الإعتصام بتقوى الله عز وجل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإعتصام بتقوى الله عز وجل
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، روي عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم” وعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال “ما رأيت أكثر تبسّما من رسول الله صلى الله عليه وسلم” وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال “جالست رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة، فكان أصحابه يتناشدون الشعر، ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية، وهو ساكت وربما تبسّم معهم”
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” إني لا أقول إلا حقا” قال بعض أصحابه فإنك تداعبنا يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” إني لا أقول إلا حقا” رواه أحمد، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإنه لا يمكن إصلاح من غير نهي عن الفساد وهذا بنص القرآن، والإصلاح يبدأ من أنفسنا فإذا صلحت استطعنا إصلاح غيرنا، إذ لا بد من الاعتصام بتقوى الله عز وجل فإنه لن يغير حالنا وينجينا إلا إذا بادرنا بإصلاح أنفسنا فقال سبحانه وتعالي في سورة الرعد “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” ولقد حذرنا نبينا الكريم ورسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم من هذه الفتنة في عدة أحاديث، ومنها حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال.
” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” ويقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الحديث ومقصوده ما نصه، والمعنى أن النبى صلى الله عليه وسلم يخبر بأنه ما ترك فتنة أضر على الرجال من النساء وذلك أن الناس كما قال الله تعالى ” زين للناس حب الشهوات من النساء” فكل هذه مما زين للناس في دنياهم، وصار سببا لفتنتهم فيها، لكن أشدها فتنة النساء، ولهذا بدأ الله تعالى بها، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يريد به الحذر من فتنة النساء، وأن يكون الناس منها على حذر،لأن الإنسان بشر، إذا عُرضت عليه الفتن فإنه يُخشى عليه منها، ويستفاد منه سد كل طريق يوجب الفتنة بالمرأة، فكل طريق يوجب الفتنة بالمرأة فإن الواجب على المسلمين سده، ولذلك وجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب
فتغطي وجهها، وكذلك تغطي يديها ورجليها عند كثير من أهل العلم، ويجب عليها كذلك أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال لأن الاختلاط بالرجال فتنة وسبب للشر من الجانبين من جانب الرجال، ومن جانب النساء، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ” خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها” وما ذلك إلا من أجل بُعد المرأة عن الرجال، فكلما بعدت فهو خير وأفضل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد، ولكنهن لا يختلطن مع الرجال بل يكون لهن موضع خاص، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب الرجال وانتهى من خطبتهم، نزل فذهب إلى النساء فوعظهن وذكرهن، وهذا يدل على أن النساء كن في مكان منعزل عن الرجال، وكان هذا والعصر هو عصر قوة في الدين وبعد عن الفواحش، فكيف بعصرنا هذا؟
الإعتصام بتقوى الله عز وجل
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.