قصص الأنبياء وقصة نبي الله داوود
قصص الأنبياء وقصة نبي الله داوود
خطيب بوزارة الأوقاف بالإسكندرية
اجتمع الملك والنبوة في بني اسرائيل عند داوود عليه السلام وهو داوود ابن ايشا من ذرية يهوذا ابن يعقوب عليه السلام فرجع الملك مرة أخرى إلى ذرية يهوذا.
قصص الأنبياء وقصة نبي الله داوود
يصفه المؤرخون كما جاء في تاريخ الطبري يقول كان قصيرًا أزرق العينين قليل الشعر طاهر القلب ونقي.
وبدأ داوود عليه السلام يحكم في بني اسرائيل وشد ملكه أي بدأ بنو اسرائيل يطيعون بعد الفوضى الشديدة التي أصابتهم، وأظهر الله سبحانه وتعالى المعجزات، وأنزل له الصحف الكريمات التي تسمى الزبور.
وكان عليه السلام من أجمل الناس صوتًا وفي إشارات كثيرة أنه لم يخلق إنسان أجمل صوتًا من داوود عليه السلام.
فإذا تلى داوود الزبور بهذا الصوت الجميل يسمعون الجبال تسبح معه، فكانت الطيور تأتي ولا تتحرك من مكانها وترد معه التسبيح.
يقول الله عز وجل
۞ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) سورة سبأ.
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) سورة ( ص).
ومن معجزاته أن الحديد كان لين له وكان يصنع منه الدروع وصنع منه الدروع لم تكن موجودة من قبل، والدرع هي الحديدة
التي توضع على جسم المقاتل، وكانت صفائح قديمًا وكانت ثقيلة جدًا على الصدر والظهر.
فصنع داوود صنعا جديدًا دروع من حلقات فيعمل درع من حلقات صغيرة فإذا ضربوها تحمي الجسم وكانت خفيفة جدًا وهذا موصوف في القرءان الكريم.
يقول الله تعالى
وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) ( سورة سبأ).
وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ (80) ( سورة الأنبياء ).
قصة الخصمان الذين اختصما لـ داوود الملك
كان لـ داوود عليه السلام قصر يسمى المحراب يعتزل به حيث كان يجعل ساعات من النهار للملك، وساعات للحكم والليل للعبادة وفي ليلة من الليالي كان يغلق على نفسه لا يسمح لأحد الدخول عليه حتى يتعبد لله عز وجل، وتعدى أسوار القصر شخصان.
وتفاجيء بهما داوود وفي رواية تشير إلى أنهما كانا ملائكة وهذا غير صحيح.
ولما رآهما داوود ففزع منهما، قالوا له لاتخف خصمان واحكم بيننا بالحق ولا تظلم، ولا تبتعد عنه واهدنا إلى الحكم الصحيح في هذه القضية.
وبدأ يشرحان القضية وبدأ الأول فقال إن هذا أخي له 99 نعجة وأنا لي نعجة واحدة والنعجة هي أنثى الخروف وجاءت روايات كثيرة تشير إلى أن المقصود نساء وهذا غير صحيح.
وقال الخصم أن اخاه يريد أن يأخذ النعجة، فقال له داوود أنه ظلمه وأن كثير من الشركاء ليظلمون بعضهم على بعض، وفيه إشارة إلى أن الانسان إذا أراد المشاركة لابد أن يعدل.
وبهذا استعجل داوود بالحكم، وعرف داوود خطأه وفورًا انتبه وتاب.
يقول الله عز وجل:
وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) ۞ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) ( سوة ص).
وكان داوود من أكثر الناس عبادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ ).
وتوفى داوود عليه السلام وعمره 100 عامًا كما جاءت في الأحاديث الصحيحة.
لما جاءته المنية، فقد كان شديد الغيرة على نساءه وكان له نساءه في قصر وحول القصر أسوار حتى لا يقترب أحد من نساءه وفي يوم رأى النسوة رجل فقالوا مَن هذا والله لئن رآه داوود ليبطشن به.
فبلغ الأمر لداوود عليه السلام فقال له من أنت وكيف تعديت الحواجز ؟
قال : أنا من لا يقف أمامه حاجز.
قال داوود: أنت ملك الموت، فتقدم فخذ نفسي.
فقبض روحه عليه السلام ودفنه سليمان عليه السلام في بيت المقدس.
وهذا الحديث صحيح:
– عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ((كان داود النبي فيه غيرة شديدة، وكان إذا خرج أغلقت الأبواب؛ فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع. قال: فخرج ذات يوم وغلقت الدار، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار؛ فإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل الدار والدار مغلقة؟ والله لتفتضحن بداود. فجاء داود فإذا الرجل قائم وسط الدار، فقال له داود: من أنت؟ قال: أنا الذي لا أهاب الملوك، ولا يمتنع مني شيء، فقال داود: أنت والله ملك الموت فمرحبًا بأمر الله، فرمل داود مكانه ؛ حيث قبضت روحه، حتى فرغ من شأنه، وطلعت عليه الشمس، فقال سليمان للطير: أظلي على داود، فأظلت عليه الطير حتى أظلمت عليهما الأرض، فقال لها سليمان: اقبضي جناحًا جناحًا، قال أبو هريرة: يرينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم، وغلبت عليه يومئذ المضرحية)).
ومات داوود عليه السلام وحكم فورًا من موته ابنه سلميان عليه السلام.
تابعوا قصص الأنبياء
القادم أن شاءالله
قصة سيدنا سليمان عليه السلام (الجزء الأول)
قصص الأنبياء وقصة نبي الله داوود
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.