حكمة الله تعالى ورحمته بالبشر
حكمة الله تعالى ورحمته بالبشر
بقلم. محمد الدكروري
حكمة الله تعالى ورحمته بالبشر
الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان، علمه البيان، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، رفع منزلة أهل العلم والإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه في الأميين يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا، الذي كان نهجه صلي الله عليه وسلم مع أصحابه هو الوضوح والصراحة؟ لا مجاملة، لا محاباة، لا معاكسة، لا تستر، إنما هو صدق واضح يوصله إلى رضوان الله فيأتي عمر بن الخطاب الي النبي صلي الله عليه وسلم فيقول عمر إنك أحب إلي من كل شيء يا رسول الله إلا من نفسي، ألم يصدق؟ هل جامل؟ بعضنا اليوم يقول لأخيه وهو يكرهه والله إني لأحبك.
وهو يتمنى أن يمزق وأن يقطع وأن يموت، لكن الصحابة كانوا لا يعرفون المجاملة إنه دين الوضوح، ويأتي الطارف من الرعية والبدوي الأعرابي فيتكلم في حوار ساخن حار مع عمر وهو على المنبر ويقاطعه في الخطبة، ويستمع الجمهور لهذا الراعي مع هذا الفرد من الرعية بتربية محمد صلي الله عليه وسلم ويقول عمر على المنبر ” والله إني لأعلمكم بأحسن الطعام، وألين اللباس، وأوسع الدور، ولكن أخشى أن يقال لي يوم القيامة ” أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ” ولذلك عمر في برد مرقع، فقيل أنه جاء سلمة بن صخر البياضي الأنصاري وقال احترقت وارتكب ما يعاقب عليه بالإحتراق في النار لأني جامعت زوجتي في نهار رمضان فيجيئ مكتل وهو وعاء يحمل فيه مثل القفة فيه تمر فيعطيه اياه ليطعم أهله.
والحبيب صلي الله عليه وسلم يضحك، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا أما بعد، فإن من حكمة الله تعالى ورحمته بالبشر لما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض أن جعل فيها من مقومات الأمن والرزق ما يُمكنه وذريته من العيش فيها، فقال تعالى فى سورة الأعراف “قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين” والأرض لا تكون مستقرا لبني آدم إلا بتوافر الأمن، لأن من نتائج الخوف الاضطراب وعدم الاستقرار، والمتاع ما يتمتع الناس به من رزق الله تعالى، ولو لم تكن الأرض آمنة إلا من عدوان الناس بعضهم على بعض، وإخافة بعضهم بعضا لاستحال عيشهم فيها، ولو كانت خالية من الأرزاق لهلكوا، ولأهمية هاتين النعمتين الأمن والرزق.
نبّه الأنبياء عليهم السلام أقوامهم عليها، وبيّنوا عظيم منّة الله تعالى عليهم بها فهذا نبى الله صالح عليه السلام يقول لقومه، كما جاء فى سورة الشعراء ” اتتركون فى ما هاهنا آمنين، فى جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم” ودعا نبى الله إبراهيم عليه السلام ربه أن يؤمّن بيته الحرام، ويجبي إليه الأرزاق فقال عليه السلام، كما جاء فى سورة البقرة ” رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر”
حكمة الله تعالى ورحمته بالبشر
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.