مقالات ووجهات نظر

الصبر علي معصية الله

الصبر علي معصية الله

الصبر علي معصية الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الصبر علي معصية الله

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليلبعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، وبعد فقد قال القرطبي رحمه الله في موضوع غلظة القلب ” وغلظ القلب عبارة عن تجهم الوجه، وقلة الانفعال في الرغائب، وقلة الإشفاق والرحمة” وقال ابن سعدي رحمه الله أي برحمة الله لك ولأصحابك من الله عليك أن ألنت لهم جانبك وخفضت لهم جناحك وترققت عليهم وحسنت لهم خلقك فاجتمعوا عليك وأحبوك وامتثلوا أمرك ” ولو كنت فظا ” أي سيئ الخلق ” غليظ القلب أي قاسيه ومعني ” لا نفضوا من حولك ” لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ.

فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدنيا تجذب الناس إلى دين الله وترغبهم فيه مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين وتبغضهم إليه مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول فكيف بغيره أليس من أوجب الواجبات وأهم المهمات الاقتداء بأخلاقه الكريمة ومعاملة الناس بما كان يعاملهم به صلى الله عليه وسلم من اللين وحسن الخلق والتأليف امتثالا لأمر الله وجذبا لعباد الله لدين الله” وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع الناس فمن آمن به وصدق به سعد ومن لم يؤمن به سلم مما لحق الأمم من الخسف والغرق، فإنه عليك أيها المسلم أن تصبر على معصية الله عز وجل.

فكم من شخص إذا خلا بمحارم الله تساهل ولم تصبر نفسه على المعصية، فينظر إلى جواله والناس لا يرونه لأنه لم يصبر عن معصية الله؟ ألم تعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه في الدنيا والآخرة؟ يعوضك الله نورا في قلبك، يعوضك الله سعادة وسرورا تجد طعمه في قلبك، ذاق طعم الإيمان، الإيمان له طعم وله لذة تركت هذه المعصية إجلالا لله، لأنك تعلم بأن الله يراك، فيقول تعالى فى سورة الملك” إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كريم” ويقول سبحانه وتعالى “ولمن خاف مقام ربه جنتان” فاصبر عن معصية الله واعلم بأن العوض رضا الله، واعلم بأن العوض جنة، كما قال تعالى” جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين” وإن العلامة الثالثة من علامات وأمارات السعادة هو أن الإنسان إذا أذنب استغفر.

فيقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون” فالإنسان يقع في الخطأ بسمعه وبصره وبلسانه، لكن المؤمن يرجع إلى خالقه عز وجل، فيعلمون أنهم سيرجعون إلى الله، ويعلمون أنهم سيقفون بين يدي الله، ويعلمون أن كل شخص سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، ويكره بأعماله وأفعاله، نعم فيرجعون إلى خالقهم، فالاستغفار سبب لمنع عقوبة الله، وسبب لحصول الخير، فمن أسباب المتاع الحسن في الدنيا هو الاستغفار، والمتاع الحسن يشمل الصحة، ويشمل المال، نعم يتمتع الإنسان بما يحبه الله تعالى، ومن أسباب ذلك هو كثرة الاستغفار، وكان رسول الهدى صلى الله عليه وسلم يستغفر ويقول “يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره أكثر من سبعين مرة” وفي حديث آخر في صحيح مسلم “إنه يغان على قلبي فاستغفر الله مائة مرة”

الصبر علي معصية الله


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة