مقالات ووجهات نظر
المعلم عماد الدولة وصانع الأجيال
المعلم عماد الدولة وصانع الأجيال
بقلم – د.محمد الريدى
المعلّم هو أساس كل جميلٍ في المجتمعات التي تُريد أن ترتقي.
المعلم هو عماد الدولة وحجر الأساسِ فلا تقوم الدول والأوطان إلا به ولا تزدهر النفوس بالعلم إلا بفضله فالمعلم أحدُ الرِجالات الأساسية في تشكيل المجتمع به تزهو العقول وتتفتح الأذهان، ومن تحت يديه يُصنَع الرجال منهم الطبيب والمهندس والعالم ومنهم من يكمل الدرب عنه ويسير على خطاه ناهلاً من باب العلم اللذي فُتح عليه بفضل هذا المعلم الذي علَّمه وبه قيل قُم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً. المعلم هو شمس المعرفة التي تشع بنورها على الأرض لتزيح ظلام الجهل من عقول البشر وتزرع مكانها نور العلم والمعرفة وتنجلي الأذهان وتكتمل الصورة فيها فبالعلم يتصدى أفراد المجتمع للشبهات التي تواجههم والفتن التي تحيط بهم فيبث المعلم القوة الكافية فيهم للتغلب على كل هذه العقابات التي قد تؤدي إلى ضياع الأمة وانحدارها.
فضل المعلم ومكانته
المعلم هو الوالد والأخ والصديق لطلابه فلذات كبده وثمار علمه يمسك بأيديهم ليأخذهم نحو شمس المعرفة وبحور العلم والفهم ليُخرّج مِن تَحت يديه جيلاً كاملاً من العقول الناضجة التي أنارها بعلمه قناديل نور تنير للأجيال التي تليها طريقهم، وتورثهم العلم ليبنوا أوطانهم ويرفعوا أمَمهم فَوق الأمم بثقافتهم وعلمهم ونتاجَ ما علمَوا وعملوا به والأساسُ في كلِّ هذا والفضل للمعلم. كم من معلِّم تَفطَّرت قدماه وهو واقِف يعلِّم طلابه وكم معلم وافته المنيةُ وهو يسقي بذرة المعرفة التي زرعها بعقول تلاميذه فهو يفني المعلم نفسه ويبذل قصارى جهده وهو يتعلّم ويسخى على من يعلمهم بالعلم الذي كسبه من سهر الليالي بطولها وهو ينهل من بحور العلم وقراءة الكتب والتحضير لدروسه التي سيلقيها في نهار يومه. المعلم هو الذي علّم الطبيب الذي يداوي آلامنا، وعلّم المهندس الذي بنا بيوتاً تأوينا من حر الصيفِ وبَرد الشتاء هو السببُ في كلِّ سبل السعادة والرخاء التي أضفت لحياتنا رونقاً وحاجات أساسية لم نعد نسنطيع الاستغناء عنها. حقوق الطلاب على المعلم المعلم الصادق هو الذي يفني عمله لكي يرتقي بطلابه ويرتفع بهم إلى عنان السماء لكي يغرفوا العلم والمعرفة التي تنير لهم الطريق فيسيرون دون تخبط وترفع عنهم الجهالة ويميزوا بها الحق من الباطل والغث من السمين والعلم من الشبهة.
المعلم الروحي هو الأب الذي لا يمل من أبنائه يستمع لهم يُجيب عن أسئلتهم دون انقطاع لا يمل من كثرة الأسئلة المطروحة فهو يريد أن يشبع غرائزهم من العلم لتتفطر قلوبهم به وتمتلئ صدورهم منه فقلبه صافٍ يعرف المعروف ولا ينكر الحق. المعلم العادل هو الذي يملأ قلوب طلابه بالعدل والرحمة والحكمة فلا يظلم طلابه فهو القدوة الحسنة لهم لا ينحاز لطالب دون آخر فهو يدرك الفوارق العلمية بين الطلاب فيعلم مواطن الضعف فينميها ويعلم مواطن التفوق فيحث عليها ويدرك ظروف طلابه وحالهم على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي ويوليه الاهتمام والرعاية بتقديم ما يلزم إن لزم.
واجبنا نحو المعلم
يجب على الطلاب احترام معلمهم فهو الأب والصديق لهم وهو من يدفع بهم نحو الهدى والنور يرشدك لكل ما هو صحيح ومفيد كما ينبغي على الطلاب أن يتعاونوا مع معلمهم بتسهيل سير العملية التعليمية وعدم إعاقتها وتزويد المعلم بما يلزم من المعلومات المهمة التي قد يراها الطلاب ولا يمكن أن يراها المعلم لكي يقوم بمتابعتها ووضع الحدود لها لكي لا تتفاقم. يجب على الطلاب الإصغاء الجيد لما يمليه المعلم عليهم لكي يقوموا بأخذ كل ما يدور في عقله فيتعلمون منه كل ما حاز من العلم ويقلدوه في سلوكه العلمي والعملي فيأخذون عنه الأدب فهو منارتهم في العلم ودلالتهم في المعرفة وطريقهم إلى الحق.
يجب على الأباء عمل زيارة دورية للمعلم لأخذ المعلومات اللازمة والملاحظات الواجب متابعتها والإصغاء له بجد، ومعرفة ما يدور في خلده لكي يعمل بها الأب ولا يتركها فيقوم بتصحيح المسارات المعوجة على الجانب العملي والعلمي وبذلك تتم مساندة المعلم من المنزل للوصول إلى مرحلة الاستقرار كما يجب على الأب شكر المعلم والثناء عليه أمام أبنائه لكي يدركوا منزلة المعلم. يقع على عاتق المؤسسات التعليمية دوراً كبراً تجاه المعلم فهم يحفظون الحقوق ويدافعون عنهم في وجه من يسعى إلى تشويه سمعتهم والتقليل من شأنهم أو السعي ورائهم والتدخل في مجال عملهم فمن مهام المؤسسة الذب عن المعلم والحفاظ عليه لرفع كفاءة التعليم والحفاظ عليها.
يا للمعلم من فضل عظيم يستحق منا الاحترام والتقدير على جهوده التي يقدمها في تعليم الطلاب وتأديبهم ورفع علم الحق لهم وتأمين الطريق أمامهم فشعلة الحق لا تنطفئ فهي التي يستنار بها في الظلمات ليدفع المعلم الباطل عن طلابه ويرتقي بهم ليصعدوا سلم التطور والنجاة إن فضل المعلم كبير فهم قادة الأمة ودلالة الحق فيها وقيمة الحياة وزهرتها فهم نواة تأسيس العالم المثقف وأعمدة المجتمع التي تنير بالعلم ليصل الناس إلى بر الأمان إن أجر المعلم عند الله عظيم فإن البشرية تصلي وتدعو لمعلم الناس الخير حتى الحوت في البحر يستغفر لهم لأن الجاهل لا يضر نفسه فقط بل يضر المجتمع بكل عناصره ومكوناته والمعلم نجاة للمجتمع من هذه المهلكات لذا وجب علينا أن نشكر المعلمين أمام الجميع ونرفع من شأنهم دون خجل أو استحياء.
المعلم عماد الدولة وصانع الأجيال
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.