مقالات ووجهات نظر
مقال في حدوته.90 يـوم سـم
بقلم/ _هشـام_ _سـطوحى_
- عائلة تحكمها العادات والتقاليد لا تستطيع أى فتاة أن تتزوج من خارجها وغالباً تكون محجوزة لأحد فتيان العائلة منذ يوم مولدها.
وبطلة قصتنا كانت تعرف منذ الصغر أنها ستتزوج بأبن عمها وكانت لا تحبه لأحساسها فقط أنها مجبورة مغصوبه وتعيش حياة الكآبه والحزن بكل تفاصيلها طول الوقت ولكن لا تستطيع حتى البوح بما داخلها أو حتى مجرد الأعتراض .. وفعلاً جاء اليوم الذي كانت تخشاه وعقد قرانها وتزوجت بأبن عمها .. وعاشت معه وهى مؤهله مسبقاً على عدم الرضا والنفور ، وبرغم معاملة زوجها الطيبه لها .. كانت لا تتحمل أى كلمة أو حتى مشاعر طيبة منه كارهه حياتها وتعيش حالة نفسية كلها أوجاع .. حتى علاقتها مع أسرة زوجها كانت سيئه جداً ودائماً مشادات ومشاحنات بينها وبين أم زوجها وعائلته والخلاف معهم على آتفه الأسباب أو حتى بدون سبب في الأساس.
تمر الأيام وغضبها وكرهها يزداد كل يوم لزوجها ولعائلته .. وأكثر من مرة تجرأت وطلبت الطلاق وبأصرار ولكن على تقاليد العائلة من المستحيل وربما يكون الموت آسهل بكثير من الطلاق.
وفعلا وبعد محاولات منها كثيرة رأت أن الطريقة الوحيدة للخلاص من هذه الحياة هى الموت ولكن لمن ؟؟! .
فأختارت أن تقتل زوجها وبعدها تكون حرة.
وكان عليها إيجاد طريقة قتل مناسبة لعدم الشك بها.
جمعت كل أموالها وسرقت بعض الأموال من زوجها وباعت بعض المشغولات الذهبية التى تخصها حتى كونت مبلغ ضخم من المال.
وبدأت في تنفيذ خطتها .. وعن قصد وتدبير منها توددت لأحد الصيادلة وكانت بأستمرار تذهب له بأى سبب ولأى غرض المهم أن تقوى العلاقة بينهما.
وفعلا نجحت في أن تجعل الصيدلى يتعلق بها أو ظنت هذا .
و وضعته تحت الأختبار وغابت عنه بضعة أيام وعندما ذهبت له رأت في عينه نار الشوق لها.
فتأكدت أنها نجحت في خطتها .. فأخبرته أنها تريد أن يساعدها في التخلص من زوجها وبالمقابل سوف تعطيه المال الكثير الذي جمعته .. وتزيد من عرضها وتخبره أنها سوف تكون له يتمتع بها كما يريد.
ولكن كل هذا مرهون بالتخلص من زوجها وبدون أن يشك بها احد .
نظر لها الصيدلى وكأنه يفكر في كلامها وينظر للمال التى وضعته أمامه .. فأخبرها أنه موافق على العرض و أعطائها السم التى تريده .. ولكن أكد عليها أن هذا السم يجب أعطائه لزوجها على مدار 90 يوم بمعدل ثلاث شهور ولا تنقطع يوم .
وسوف يظهر أمام الجميع أن الوفاة طبيعية ولم يشك بها أحد .. ولكن لتكتمل الخطة على أكمل وجه يجب عليها أن تكون خلال 90 يوم مثال الزوجة المخلصة المطيعة العاشقه لزوجها والمحبة لأهله .. وبهذه الخطة لم يشك بها أحد نهائياً .
وفعلاً أقتنعت السيدة بالخطة وبدأت في تنفيذها وبمنتهى الأتقان.
وبدأت تتجمل و تتزين لزوجها كل ليلة وتنتظره كأنها عاشقة في إنتظار معشوقها .. وبرغم أن هذا التغيير كان يثير فضول زوجها كان سعيد جداً وبدأ هو أيضاً في العطاء بالحب والمشاعر الطيبة.
كل هذا وهى حريصة على أعطائه جرعة السم كل يوم في إحدى المشروبات دون أن ينتبه لها .
ولأكتمال الخطة أصلحت علاقتها بعائلة زوجها جداً وكانت تعاملهم بمنتهى الحب والمودة .. وهم أيضاً بالمثل وفعلاً نجحت بشكل كبير في تنفيذ خطتها بأحكام.
وتمر الايام وقبل أن تنتهى مدة 90 يوم تفاجئ بها الصيدلى وهى تدخل عليه وتتوسل إليه أن يعطيها شيء مضاد للسم ليوقف مفعوله .. وأنها سوف تحضر له مبلغ أكبر لكن عليه وقف سريان السم في جسد زوجها.
وبدهشه يسألها الصيدلى لماذا هذا التغيير ؟؟! تخبره بدموع الندم إنها هى السبب في أن تصل الحياة بينهما الى هذا الحد وعندما بدأت في تنفيذ خطتها بمعاملة زوجها معاملة طيبة حسنة ومعاملة عائلته بالود والحب والرحمة بدأ كل شيء يتغير واحبت زوجها الى درجة العشق و أحبت عائلته.
هنا راح الصيدلى يصدمها ويخبرها أنه لم يعطيها سم وأنها زجاجة مياة عادية.. واخرج لها المال بالكامل وأخبرها منذ البداية وهو يعرف أن تستطيع أن تنقذ حياتها ولكن يجب اولأ أن تتغير هى وأن تبدأ في العطاء وطلب منها أن تنسي كل شيء وتعيش حياة جديدة جميلة مستقرة رائعه مع زوجها.
– في النهاية ربما ننظر للحياة بنظرة مختلفة ربما نملك الجميل والرائع ولكن لا نقدره ولا نعطى أنفسنا فرصة للتجربة والأختبار والأكتشاف لمجرد فقط أن لدينا شعور انه مفروض علينا.
وشيء آخر يخص الحياه الزوجية الأغلبيه يشتكى ويلوم الأخر على الأهمال وعدم الرغبة في حياة سعيدة مستقرة ولا نعطى لأنفسنا احتمالية أننا ربما نكون نحن المخطئين .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.