خير أمة أخرجت للناس
خير أمة أخرجت للناس
بقلم / محمـــد الدكـــروري
خير أمة أخرجت للناس
الحمد لله الذي بعث في الناس رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، أحمدك يا رب على أن اخترت الرسول الكريم ليكون نورا للعالمين، ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كان ضياء للسالكين، وقدوة للناس أجمعين، فإن خلق التواضع كان سمة ملازمة له صلى الله عليه وسلم في حياته كلها، في جلوسه وفي ركوبه وفي أكله وفي شأنه كله ففي أكله وجلوسه نجده يقول صلى الله عليه وسلم “إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد” رواه ابن حبان، وفي ركوبه يركب ما يركب عامة الناس، فركب صلى الله عليه وسلم البعير و الحمار والبغلة والفرس، وإن الناظر إلى ما تقدم بعين البصيرة والاعتبار يعلم علم اليقين، أن خلق التواضع كان خلقا ملازما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه من الأخلاق التي ينبغي على المسلم أن يتحلى بها.
ويحرص عليها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم كي ينال خيريّ الدنيا والآخرة، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن الأمة الإسلامية هي الجديرة، بأن تسمى أمة لما يربط بين أفرادها بعضهم البعض، ومجتمعاتها بعضها البعض من الروابط والقوى التي منشأها الدين الإسلامي والأمة هي المجموعة من الناس تربط بينها آصرة العقيدة وهي جنسيتها وإلا فلا أمة، لأنه ليست هناك آصرة تجمعها والأرض، والجنس، واللغة والنسب، والمصالح المادية القريبة لا تكفي واحدة منها، ولا تكفي كلها لتكوين أمة إلا أن تربط بينها رابطة العقيدة، وليس أدل على هذا القول من قوله تعالى “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”
وكان المسجد مدرسة للأطفال، فلم يكن المسجد مقصورا على الذين تجب عليهم الصلاة شرعا من الرجال بل لقد حرص الإسلام على رعاية الأطفال أيضا، فلقد كانوا يأتون المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يرعى شئونهم ويتلطف بهم، وكان يجوز في صلاته أي يقصر إذا سمع بكاء الصبيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم”إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه” ومن هنا نرى جواز حضور النساء الصلاة في المسجد، والجلوس لسماع الخطب والوعظ والإرشاد وتلقي علوم الدين وتعاليمه، وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال”إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها” وكما خصص الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء دروسا خاصة.
وخاصة في العيدين حيث يكون جزء من الخطبة موجها لوعظ النساء وإرشادهن، وذلك لاستحباب خروجهن مع الأطفال في صلاة العيد، ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد بمثابة مكتب للخدمة الاجتماعية، وجميع التبرعات، ومعاونة المحتاجين، إلى جانب أداء الصلاة فيه، وإذا كانت المؤسسات الاجتماعية فى هذه الأيام تبذل قصارى جهدها للاهتمام بالفئات التي تحتاج إلى الرعاية والعناية الاجتماعية، من المعوقين والفقراء والمعوزين والمرضى، والغرباء واليتامى ممثلة في دور الرعاية الاجتماعية، فإننا نرى المسجد النبوي، قبل خمسة عشر قرنا من الزمان كان يقوم بهذا الدور على أكمل وجه، كما كان مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم مقام الجمعيات الخيرية في جمع الزكاة والصدقات من الموسرين والمنفقين، وتوزيعها على الفقراء والمساكين، وغيرهم من مستحقي الزكاة.
خير أمة أخرجت للناس
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.