قصة إعترافات مُحتل
قصة إعترافات مُحتل
بقلم /خالد عيسى القناوي
قصة إعترافات مُحتل
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة( إعترافات مُحتل)
.. في إحدى المستوطنات الأسرائيليه يعيش/ شمعون ومعه أسره صغيره مكونه من الأم /أفيجال، والأبن/ ليشع
والأبنه/ أيلا
شمعون لم يرزقه الإله بالاولاد إلا بعد مرور أعوام كثيره من زواجه، لذا فهو يخشى على أولاده حتى من نسمات الهواء وفي الحقيقه أنه لم يكن يريد الذهاب الى تلك المستوطنه إلا أن الحكومه الاسرائيليه قد أجبرته على ذلك.
والحياه في المستوطنات لها اسلوب خاص وطابع غير مُعتاد، حيث صُراخات التهديدات تلاحقهم في كل الأوقات “إلى أن جاء ذلك اليوم الموعود”
ففي صبيحة يوم 7 اكتوبر لعام 2023 وبالتحديد في الساعات الأولى من صباح اليوم وعلى غفلةٍ من قوات الأمن الإسرائيله
إقتحم الكثير من الفلسطينين تلك المستوطنه الغير أمنه
غير أن الكثير من المستوطنين كانوا سهرانين في حفله، ويبدو أن سهرتهم كانت( حمراء) مثل عادتهم
و(أيلا) هي البنت الوحيده لإبيها وهي الآن ترقص وسط السهرانين ومعها أخاها ليشع يرقص ويفعل كل ما يريد حتى أنه يمسك بيد أخته أيلا ويسلمها لصديقه الذي يُجيد الرقص حتى تستمتع بوقتها.
وفي هذه اللحظات دخل الكثير من الفلسطينيين على هذا الجمع المُسالم وقتلت منهم ما قتلت، وأسرت منهم ما أسرت وكان من بين الأسرى أيلا وأخاها ليشع
:: وهي الآن لم تغلق فمها من الصراخ والنحيب وليست وحدها بل إن ليشع يصرخ معها هو الآخر.
” وهناك فارقٌ كبير بين صُراخ الحفلات، وصُراخ الأسر”
ثم تكلم أحد الفلسطينيين قائلاً باللغه العبريه وهو يسمى ابو سعيد…. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ليشع….. ماذا ستفعل بنا أيها الأرهابي الأحمق
ابو سعيد…. من جاءنا مُحتلاً هو الأحمق وكان واجب عليك رد السلام اولا حتى نعطيك الأمان والسلام لكنك لم تفهم إلا لغة العنف.
ليشع…. ما هو السلام
ابو سعيد…. نحن المسلمون نبتدي بكلمةِ السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، ومعنى السلام هنا أننا إذا ألقينا السلام على أحد حتى لو لم يكن مسلماً فله الأمن والإطمئنان
ليشع…. إذا كان كلامك صحيح فهل هذا سلام
لقد قتلت منا الكثير وتدعي السلام!!
لقد أسَرت منا الكثير وتدعي السلام!!
ابو سعيد…. سوف أجيب على كل ما تريد ولكن الآن يجب علينا تهدئة كل المضطربين من الأطفال والنساء والفتيات فدينُنا لم يأمرنا بالترويع.
أيلا…. عجباً لكم أيها المسلمون عندكم مُبررات لكل شيء ابو سعيد…. هذه ليست مبررات وسَتررين بنفسك الآن،
نحن لم نقتل إلا من بادرنا بالقتال اولاً، ولم نقتل أطفال، ولا نساء إلا من رفع السلاح علينا ولقد أخذنا منكم الكثير من الأسرى وسوف تشهدون كيف تكون مُعاملة الأسرى كما أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما وعن سؤالك أيتها المُتفيقه……..
نحن المسلمون لم نبرر لأنفسنا إلا بما جاء في القرآن وبما جاء فى سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
(جاوبيني من فضلك)
* هل قام أحد بالاعتداء عليكي بالضرب؟
*هل قام أحد بمنع المياه عنكي؟
*هل قام أحد بلمس جسدك إلا بالإشاره؟
*هل قام أحد بتجريدِك من ملابسك وتصويرك ونشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي؟
* هل قام أحد بالإعتداء عليكي جنسياً؟
_ أيلا…. بصراحه حتى الآن لم يحدث لي أي شيء مما ذكرت
ابو سعيد…. لقد حدث كل هذا معنا نحن المسلمون!!!!! ونحن نحافظ عليكم حسبما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
_وأثناء الحديث دخل عليهم فوج آخر من الأسرى وكان من بينهم إمرأه عجوز والغريب عن تلك العجوز أنها تضحك بطريقه هستيريه وعندما تحدث معها ليشع قال لها..
ليشع….. ما بك أيتها الختياره، أما تُدركين ما نحن فيه فجاوبته قائله..
إيلاف….. أسكُت أيها الاحمق لقد قضيت من عمري أكثر من (ستون) عاماً وأنا أنتظر هذا اليوم المعلوم
فإن اليهوديه الحقيقيه تقول
” أن الذي يفعل شيئاً في أحداً سيراه بعد ذلك”
وأنا عندي من الأولاد إثنين وهما داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، وفي كل ليله يأتي لي أحداً منهم ويحكي لي ما فعله في الفلسطينيين الأبرياء وكنت أقول له كُف عن هذا فسوف ترى بعد ذلك، كُف عن هذا فسوف ترى بعد ذلك.
وأنا آتيه إلى هُنا رأيت بَعيِني هاتين( ولدي) وهما يُطلقان الرصاص بطريقة عشوائيه على الفلسطينيين.
و لقد قُتيلا هما الإثنين، والغريب أنهما لم يُقتلان بالرصاص مثلما كانوا يقتلون الأبرياء من قبل
بل قُتيلا من (الخوف والخضّه كما يقول المصريين)
أيلا…. وما هو سر سعادتك الآن
السيده إيلاف….إنني كنت أطلب من الرب بأن لا أموت إلا على يد الفلسطينيين وأمام أولادي حتى يذوقوا ما يفعلونه فيهم!!!
_ثم أمر ابو سعيد بِحُسن مُعاملة كل الأسرى ثم ذهب إلى تلك العجوز وقال لها..
ابو سعيد…. يا أمة الله لكِ ما شئتي نحن هنا مثل أولادك تماماً «والذي أرسل محمداً بالحق لن يمسك أي مكروهٍ وسوء»
السيده إيلاف …. أعلم ذلك تماماً ولكن ما أطلبه منكم الآن هو أن أظل معكم هنا!!!
فتعجب كل الحاضرين من صنيع تلك الختياره الضاحكه
ابو سعيد…. لك ما شئتي وسوف أخصص لكم من نسائنا من يقوم على خدمتكم أيتها النساء وسامحوني لابد من التفرقه بين الرجال والنساء الآن فدينُنا يأمُرنا بذلك.
__ ولقد إغتر ليشع بحلم المسلمين وظن أنهم حمقىٰ وبُلهاء حيث قام ليشع بخطف سلاح من أحد الحاضرين وحاول أن يطلق الرصاص.
لكنه قد حكم على نفسه بالقتل بسبب فعلتهُ التي حققت قول ابو سعيد بأنهم لا يبادرون أحداً بالقتل إلا من بادرهم وعندما رأت ( أيلا) ليشع مقتولاً لم يتحرك لها ساكنا وقالت لها السيده إيلاف..
السيده إيلاف…. “علمتي الآن من الذي خان عهد السلام”
يا إبنتي إن السلام بين الناس لا مناص منه أبداً
* فهل من ينام بين أصوات الصواريخ يكون أمن؟
* فهل من ينام بين الصخور المتناثره يكون أمن؟
* هل من ينام على سماع صفارات الإنذار يكون أمن؟
*هل من يقوم بجمع أشلاء اولاده من تحت التراب والصخور وربما يقطع بعض أعضاء أجسادهم حتى يُخرج الباقي يكون أمن؟
* هل من يجمع الإثنين والثلاثه من أطفالهُ في كفن واحد يكون أمن؟
* هل من يذهب إلى المستشفى لِيداوي جرحهُ فتسقط قذيفه على المستشفى فيموت الكثير من الأطباء والجرحى يكون أمن؟
* هل من يعمل في إحدى المستشفيات ليداوي الجرحى ويذهب إلى أحد الاسرّه فيجد الذي يرقد عليه زوجته ومعها أولادهُ شهداءً على سرير واحد يكون أمن؟؟
*هل من مُنع عنه الطعام والشراب والدواء والكهرباء يكون أمن؟
* هل من مُنعت عنه كل المساعدات الإنسانيه يكون أمن؟
*هل من يتم إنذارهُ من حكومة الإحتلال بإخلاء الحي الذي يسكُن فيه بأقصي سرعه بغرض تدميرهُ يكون أمن؟
السيده إيلاف…. أجيبيني أيلا، تكلمي إبنتي…
لا لا عليك فسوف أُجيبك أنا.
_نحن عندنا في إسرائيل نتمتع بكل ما ذكرتهُ لكي الآن والعجيب أننا لسنا أمنين!!!
_والعجيب أننا نمتلك كل الأسلحة الحديثه وهم لا يمتلكون أيضاً لسنا أمنين!!!
_ والعجيب يا أيلا أننا لسنا وحدنا الذي نُحاربهم بل معنا أقوى قوه على الأرض، ونحاربهم منذ زمن بعيد ولم نستطع أن نفعل ما نشاء معهم، وهم ليس معهم إلا «الله» كما يقولون والأكيد أنه سبب صمودهم حتى الآن.
* لماذا لم تسألي نفسك أيلا ما هو السبب الذي يجعلنا نجري من أمام الأطفال الذين يحملون الحجاره؟
*لماذا لم تسألي نفسك أيلا لماذا مات ولدي من الخوف ولم يموتان بالرصاص؟
* لماذا لم تسألي نفسك أيلا لماذا تأمُرنا حكومتنا بحمل السلاح طوال الوقت؟
_إعلامي جيداً إبنتي ” أن هؤلاء الناس يفعلون ما يقولون، ويقولون ما يفعلون”
وها أنا أمامك الآن لقد أمضيت أكثر من ستون عاماً في الإستيطان..
(وحق من أرسل موسى بالحق) لم أشعر يوماً بالأمن ولا بالراحه ولا بالسكينه التي يشعر بها المسلمون أتمنى إبنتي أن تُبلغي كل ما قلتهُ لكي حتى يعلم الجميع الحقيقه. حافظي إبنتي على كاميرتِك هذه وقومي بنشر هذا الفيديو وهو على لساني ولكن نصيحة مني لا تنشُريه وانتي في (وطنك الزائف اسرائيل)
_«إن موطن الإنسان الحقيقي هو من يجد فيه الأمن والأمان والحب بين الناس»
إنتهى حديث السيده إيلاف
ولقد ماتت ولكن هل يا ترى هل أسلمت قبل أن تموت ؟
وهل قام الفلسطينيون بإطلاق سراح أيلا ونشرت هذا الفيديو؟
سوف أترك الباقي لك عزيزي القارئ
وإلى اللقاء في القصه القادمه
إعترافات مُحتل
بتاريخ/ 23/10/2023
8 ربيع الاخر لسنه 1445ه
اثناء الهجوم الغاشم على فلسطين الحبيبه
قصة إعترافات مُحتل
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.