تقوي الله بين البائع والمشتري
تقوي الله بين البائع والمشتري
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم الثلاثاء 24 أكتوبر
تقوي الله بين البائع والمشتري
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على طريقه ومنهاجه، وعلى التابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين، لقد بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهله في الدعوة إلى الاسلام ، والنجاة من النار، وانظروا إلى تعامله مع ابن عمه وزوج ابنته على بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يدعو أهله إلى الطاعات وإلى ما يقربهم من رب الأرض والسموات، وكان صلى الله عليه وسلم يفرح بمقدم أرحامه وأقاربه من السفر وانظروا كيف يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه العباس بكلمات تحمل الحب والود والخير وكما كان موقفه مع عمه أبي طالب الذي رباه ودافع عنه، وفي أحلك لحظات المسلمين شدة وجدنا رسول الله مع أصحابه كواحد منهم، يعاني مما يعانون.
ويتألم مما يتألمون، ويلتمس أي شيء يكون سببا في إشباعهم من الجوع، وإسعادهم من الحزن، فرغم جوع المسلمين في الخندق، ورغم قلة الطعام الذي أعده جابر بن عبد الله إلا أن رسول الله لم يأكل دون إشراك أصحابه معه، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد لقد كان الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله نابغة في العلم، كما كان تاجرا ناجحا موفقا نتيجة الصيت الحسن والسمعة الطيبة، وكثرة الزبائن، وإقبال الناس هي المقياس الحقيقي لنجاحه، وكان منهجه مروءة البيع والشراء، وذات يوم جاءته امرأة بثوب من الحرير تبيعه له، فسألها كم ثمنه؟ فقالت مائة، فقال هو خير من مائة، بكم تقولين؟
فزادت مائة مائة حتى بلغت أربعمائة درهم، فقال هو خير من ذلك، فقالت أتهزأ بي؟ فقال هاتي رجلا يقومه، فجاءت برجل فاشتراه بخمسمائة درهم، وفي رواية لامرأة أخرى جاءته فقالت إني ضعيفة وإنها أمانة، فبعني هذا الثوب بما يقوم عليك، فقال خذيه بأربعة دراهم، فقالت لا تسخر بي، وأنا عجوز، فقال إني اشتريت ثوبين، فبعت أحدهما برأس المال إلا أربعة دراهم فبقي هذا الثوب علي إلا بأربعة دراهم، وإن من أخلاق التاجر المسلم هو أن يتقي البائع والمشتري ربه ويحذر من تطفيف الكيل والميزان، حيث يقول الله جل وعلا في سورة المطففين ” ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين”
وقال عن شعيب أنه قال لقومه ” ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين” فمن المصيبة إخلال بالمكاييل والموازين وتخفيضها من بعض ما هي معروف وخداع الناس بذلك، وقال ابن عباس رضي الله عنهما لأصحاب المكيال والميزان في السوق “إنكم قد وليتم أمرين هلكت فيهما الأمم السالفة قبلكم الكيل، والميزان”
تقوي الله بين البائع والمشتري
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.