المصالح الآنية و المنافع الذاتية
المصالح الآنية و المنافع الذاتية
بقلم / محمــــد الدكـــروري
الأربعاء الموافق 25 أكتوبر
المصالح الآنية و المنافع الذاتية
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال ابن حجر الهيثمي في الصواعق في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه يصيب الناس فيه ظلم وعسف كأنهم يعضون عضا والعجب منه كيف ناقض نفسه في خاتمة الكتاب بقوله ان معاوية خليفة حق وإمام صدق مع اعترافه بالصواب أول الكتاب ولكنه الذهول والنسيان، واخرج ابن ابي شيبة عن سعد بن جمهان قال قلت لسفينة ان بني امية يزعمون ان الخلافة فيهم فقال كذب بنو الزقاء انهم ملوك من شر الملوك وأول الملوك معاوية، وأخرج ابن سعيد عن عبدالرحمن بن ابرى عن عمر انه قال هذا الامر في أهل عزوة بدر ما بقي منهم أحد ثم في أهل غزوة أحد ما بقي منهم أحد.
وفي كذا وكذا ليس فيها لطليق ولا لولد طليق ولا لمسلمة الفتح شئ، أفبعد هذا يقال أن معاوية بن أبي سفيان خليفة حق وإمام صدق لاحول ولا قوة الا بالله يكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ملكا عضوضا وأنه من شر الملوك ويصدق أنصار معاوية في قولهم خليفة حق وإمام صدق الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله الا الحق اللهم إنبرأ اليك من صنيع كهذا ونسألك الثبات على تصديق ما جاء به نبيك ورسولك، صلى الله عليه وسلم، فيا أيها المسلمون ما بال بعض المسلمين اليوم حينما تعرض عليه مصالح آنية، أو منافع ذاتية تجده يسير وراءها لاهثا، ويندفع نحوها مسرعا، ولو كان ذلك على حساب دينه ومخالفة أمره؟ فبئس القوم فبئس القوم آثروا دنياهم على آخرتهم، واستبدلوا الفاني بالباقى، ثم إن الله تعالى أمرنا بأمر عظيم.
ألا وهو الصلاة والسلام على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فاذكروا الله ذكراً كثيرا، وسبحوه بكرة وأصيلا، فإن خير مقام يقومه المؤمن في هذه الدنيا هو أن يهتم دوما بما يربطه بالله تعالى، ويقوى صلته به، وأن يقوم مقاما مخلصاً لله، وموافقا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقام ذوى السعي الحثيث إلى الله، مقام المؤمنين بأن الله عالم محيط بكل شيء، وخلق كل شيء فقدره تقديرا، وعلى كل شيء قدير، وأنه لا يخلف الميعاد، وإن أعظم المقامات التي تزيد في إيمان المسلم، وتقوى عقيدته، وصلته بالله عز وجل هو مقام اللجوء إلى الله سبحانه، نعم مقام اللجوء إلى الله الذي يحقق لمن صدق في لجوئه من المسلمين طلبه ورجاءه، عاجلا أو آجلا، فإتقوا الله وتقربوا إلى الله بعبادته التي خلقكم لها.
وأمركم بها، ومخ العبادة ولبابها هو دعاؤه واللجوء والتضرع إليه، بصدق وإخلاص، لجوء وتضرع من بذل أقوى الأسباب من طاعة الله، وأنجح الوسائل فيما يرضي الله تعالى هو لجوء وتضرع من عمل بطاعة الله على نور من الله، يرجو ثواب الله، لجوء موقن بالإجابة، مؤمن بأن الله عز وجل على كل شيء قدير، وأنه يعلم نيّات السائلين، ويسمع لهجات الداعين، فلا يخفى عليه خافية، فاتقوا الله باللجوء والتضرع إليه ابتداء.
المصالح الآنية و المنافع الذاتية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.