الأمن على العبادة والمصير
الأمن على العبادة والمصير
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 10 نوفمبر 2023
الأمن على العبادة والمصير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن الإيمان الذي ينجي صاحبه يوم القيامة هو الخوف من الله تعالى ومن سخطه يحمل الإنسان منا على طاعة الله تعالى والمسارعة إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، فالخوف سوط تساق به النفوس الشاردة عن بابه سبحانه وتعالى وهو شرط الإيمان، فالخوف من الله يجعل الإنسان في ظل العرش يوم القيامة، فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله.
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه” ولنعلم جميعا بأن الأمن علي العبادة قد يكون بالهجرة لمكان آخر، فإذا كان المرء لا يستطيع أداء شعائر دينه، أو يجد مضايقات من أعداء دينه، فليهاجر إلي مكان آمن، وهذا هو الأمن على العبادة، ولكي يجعل الله مأمنا ومخرجا لهؤلاء المستضعفين غير القادرين على الهجرة والنجاة بأنفسهم، فإنما مما يطمئنهم أن الفئة المؤمنة مأمورة بالجهاد لتخليصهم ونصرتهم، والأمن بالتوبة، وهذا هو أمن المصير، وراحة النفس في الدنيا بالابتعاد عن أمر يؤرق النفس ويخيفها التلبس به، وآيات التوبة في كتاب الله الكريم كثيرة ومتعددة، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قوله “لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من صاحب راحلة ضاعت منه في أرض فلاة.
وعليها طعامه وشرابه، فلما أيس منها نام، فاستيقظ فإذا هي واقعة بجانبه فقال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك” وأيضا فإن من الوسائل لتحقيق الأمن المجتمعى هو المسجد وخطبة الجمعة، فإن من الأسباب التي تؤدي إلى استتباب الأمن واستقرار المجتمع هو اجتماع الناس فيما بينهم واستماعهم إلى النصائح والتعريف بمشكلاتهم وحلولها وهذا ما يقوم به المسجد من دور أساسي في تنمية الأحاسيس الاجتماعية من خلال الحضور المباشر والمستمر في المسجد ومن خلال ما يسمع في خطب الجمعة من أحاديث تهم أبناء المجتمع، وهذا الحث الذي نجده في الإسلام بهذا الشكل هو لتحقيق الغايات السامية في المجتمع، ومنها بالطبع تأمين الجانب الاجتماعي والذي بدوره ينعكس في تحقق الأمن الاجتماعي.
وأيضا فإن من الوسائل لتحقيق الأمن المجتمعى هو الأسرة، حيث أن الأسرة هي القاعدة التي يُبنى عليها الضوابط الاجتماعية من خلال تعهد الأبوين لأبنائهم وتربيتهم التربية الصالحة، وقد أوجب الإسلام على الاباء مسؤولية تخريج أبناء صالحين يساهمون في بناء المجتمع على أسس رصينة وذلك من خلال تربيتهم لأبنائهم التربية الإسلامية بتعويدهم على عمل الخير وتأصيلهم على حب الآخرين واحترامهم، وتقوية الفضائل في نفوسهم مثل الصدق وحفظ الأمانة ورعاية الضعفاء والمساكين، فهذه الصفات الحميدة لايمكن أن يكتسبها الفرد إلا في أسرة سليمة يقوم الأب بالدور المناط به، وكذلك تقوم الأم بالدور المرسوم لها، فإذا أديا ما عليهما من مسؤولية فإن أبنائهما سيكونوا صالحين وتاليا سيكون المجتمع مجتمعا صالحا يسوده الأمن والاستقرار.
الأمن على العبادة والمصير
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.