لم يخرج مني صوت الظل
لم يخرج مني صوت الظل
الشاعر محمد محمود
لم يخرج مني صوت الظل
=================
لم يخرج مني صوت الظل
حينما إستبدلت الوقت
على حواف النهر
لم يتغير لون الوقت إلى الأخضر
ولم تخرج الذاكرة بثياب زفاف
كنت أسير على وهج المشاعر
أفر من درب الرعاة
كي أغني على ظهر أمنياتي
وعلى ضفاف نهر تغني أصدافه
لم تكن أغنياته قد غادرته
كانت الأحلام فوق الأشجار
تنظر عيون الناس من بعيد
وهم يقطعون أشجار الوهم
ويغرسون مشاعرهم فوق الأرض
يغازلون الشمس بالشعر
يعزفون فوق نبتة مشاعرهم
يتبادلون نايات من الخشب
ترقص فوق ثقوبها اللغة
ويمدد الحنين على ذراعي
أوتار الصمت
فيقرع الطبول
ويخرج النهار من حجر الليل
يتجول على صدر زرقة ماء
لينعم بغذاء طفل
وهم فوق مرآيات الروح
تتأبط أفئدتهم لمعانها والدفء
وتختفي في كيانات الظل
حقائب الرحيل
ويخرج من مشكاة النور
الطائر الأزرق
يتجدد في هبة الطاووس فلكه
يتمرغ في لجين النهر ويحذو
مواكب الصبايا النهريات
لم يكن ظل الصوت في عنق وردة
لم تكن الوردة على أهبة
أن تفقد عذرية عطرها
إنما كان الحلم يراوغ الظل
ليخطو فوق رونق الشمس
وتتدفق الأمنيات البائدة
ويرحل منا الهمس ونبقى
كأطراف مشلولة
لا يخرج منها الوقت بوقته
ويعبر النهر مفجوعا
بنثار الخوف
على ماتبقى من موجات الصحراء
أخذتني أطفال الذاكرة
للهمس على عتبات الضوء
و الرقيص مع فاتنات البدو..
وهن ينسجن خيوط الهامات
على قيثارات الخطى
سمت برنينها أطيافا تحلق
قرب باب الوقت
حين تدليه مساءات الحنين
من مشكاة الأنوار يتجلى
كنت وحيدا بعد أن رحل
ذئب الغنم
أفتش في كهوف موسى
عن أغنية النساء التي خضعت
لها إمرأة العزيز
مرقن رغبة و سرا فقطعن أيديهن
من تقويم الزيف
وانتمين لصفات المذبوحات الكاذبات
وهن يتدربن على قاموس البكاء مرارا
لم يخرج مني صوت الظل
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.