مقالات ووجهات نظر

عن الآباء وزمام التربية

عن الآباء وزمام التربية

الآباء وزمام التربية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 17 نوفمبر 2023

عن الآباء وزمام التربية

الحمد لله المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، خلق فسوى، وقدر فهدى، أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله، هو رب كل شيء ومليكه، وأصلي وأسلم على رسوله ومصطفاه، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين، اتقوا الله أيها الآباء في فلذات الأكباد ولا يقودنكم الغضب لظلم أبنائكم والإساءة إليهم ثم تطلبون صلاحهم وطاعتهم فذلكم النقيض وضده ولا يلتقي النقيضان وربما كان هناك آباء فقدوا زمام التربية فانحل أبناؤهم وضاع أولادهم فلم ينصاعوا لأوامرهم وهذا أمر مشاهد وملموس فهؤلاء الشباب الذين تجاوزوا العشرين من أعمارهم أو أقل تراهم في الطرقات وفي السيارات ضياع وتيه وتعرفهم بسيماهم قبلتهم الملاعب وتجارتهم المثالب وشرهم أكثر من خيرهم فقد آذوا الجار وامتحنوا القريب وبعيد الدار.

فإذا سألت عن أخبارهم تنبؤك عنها طواقيهم وقبعاتهم فغطرسة وعربدة أينعت رؤوسهم وحان قطافها فأين عنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقد فقدت الأمة درته وسُلبت هيبته، فمن ضعف أمام أبنائه فلا يتركهم هملا وسبهللا، بل يخبر عنهم الجهات المختصة حتى يكفون شرهم عن الناس والدولة قد اهتمت بالآباء منذ نعومة أظفارهم فلن تعجز في هذا المضمار من ردع سفلة الشباب الضائع، وسفهاء الطبائع حيث قال ابن القيم رحمه الله “من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم ” فعليكم بحث أولادكم علي السلام وعلي الحب والتسامح والوفاء والإخلاص.

حتي نعيش في مجنمع يسوده الأمن والسلام، وعلينا جميعا أن نسأل لماذا أستخدم الحمام وغصن الزيتون رمزا للسلام ؟ فلقد أصبح الحمام وغصن الزيتون رمزا للسلام منذ زمن نبى الله نوح عليه السلام، يدعو أهله بالسلام لركوب السفينة حتى يحميهم من الغرق والهلاك من فيضان البحر، وقد ركب السفينة من الطيور والحيوانات والبشر من كل زوجين، وعندما نجت السفينة بنوح عليه السلام وقومه، أرسل الحمام حتى يدله على ثبوت الأرض بعد أن جف الفيضان وعاد الحمام وبفمه غصن الزيتون وبرجليه طين الأرض، عندها أمر نوح قومه بالنزول بسلام واستقرار لتعمير الأرض، منذ ذلك الحين اتخذ الحمام وغصن الزيتون رمزا للسلام على الأرض، ولكن ما هو دورنا في بناء السلام؟ وهو ابدأ بنفسك أولا في تكوين السلام والتصالح الداخلي جواك.

فعندما يصالح الانسان نفسه ويشعر بالسلام داخله، وينقي قلبه من الشرور ويبعده عن الأحقاد التي تدمر النفس وتجعلها مريضة بالكراهية، فعندما يتحقق ذلك في كل انسان على الأرض يساعد في نشرالسلام الذي يساهم في بناء العقول الفكرية لجميع فئات المجتمع، وهناك أيضا وسائل التواصل المختلفة والسوشيال ميدايا حيث أن لها دور مهم لتوضيح ونشر أهمية السلام ودوره في رقي وتقدم المجتمع كما لا ننسى أهمية المساعدة في ايجاد وتصميم مناهج علمية تدعم فكرة بناء السلام في جميع مراحل التعليم المختلفة، والإيمان الفعلي بأهمية الدور الذي يلعبه السلام، في تأهيل المجتمع فكريا وعلميا، وتشكيل السلوك والأخلاق العامة، وفي رحاب السلام يتم تطوير المناهج التعليمية وأساليب تقديم المادة العلمية.

ومما سبق يوضح لنا أهمية وجود السلام في العالم ، وأهمية نشر ثقافة السلام وضرورة الاكثار من الندوات واللقاءات العلمية الفكرية البنائة بين فئات المجتمع المختلفة لبث ثقافة بناء السلام وانتشاره.

 

عن الآباء وزمام التربية


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة