مقالات ووجهات نظر

هدف الإسلام وغايته

هدف الإسلام وغايته

هدف الإسلام وغايته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

هدف الإسلام وغايته

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، اعلموا أن الذي يعيش لهذه الأرض وحدها ويريد ثواب الدنيا وحدها إنما يحيا حياة الديدان والدواب والأنعام ثم يموت في موعده المضروب بأجله المكتوب والذي يتطلع إلى الأفق الآخر إنما يحيا حياة الإنسان الذي كرمه الله واستخلفه وأفرده بهذا المكان ثم يموت في موعده المضروب بأجله المكتوب وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا، فلسنا بحاجة إلى الضعفاء المهازيل الخائفون من هبة ريح أو عاصفة هو جاء الذين لا ينصرون صديقا ولا يخيفون عدوا، ولا نريد الجبان الذي إن أحس بعصفور طار فؤاده وإن طنّت بعوضة طال سهاده يفزع من صرير الباب.

إن نظرت اليه شزرا أغمي عليه شهرا يحسب خفوق الرياح قعقعة الرماح، واسمعوا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير” كيف لا وأفضل الشهداء حمزة ورجل قال كلمة حق عند سلطان جائر، ولقد قال الله تعالى يأمر رسوله بأن يقول للكافرين صراحة ” لكم ينكم ولى دين” ففي هذه الآية يمنح الله عز وجل حرية المعتقد دون تدخل أو إلزام أو جبر، ولقد أكد أئمة الإسلام أن السلام هو هدف الإسلام وغايته في الأرض، فقال الله تعالى فى سورة الأنعام ” لهم دارا السلام عند ربهم وهو وليهم” وقال تعالى فى سورة يونس ” والله يدعوا إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم” وقال الله تعالى فى سورة نوح ” قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك”

وهذا يعني السلام في مضمونه العملي، على أساس من مبدأ العدل والمساواة والحرية للجميع، بعيدا عن الأطماع البشرية الخبيثة، ولا يسمى السلام سلاما إذا كان لصالح طرف دون الآخر، فيكون ظلما وذلا، فقال تعالى فى سورة الأنفال ” وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم” وإن من السلام نشر الأمن والاطمئنان والقضاء على الخوف والقلق، في نفسية الفرد والجماعة ولذلك فقد حرم التعدي وشدد العقوبة على المعتدي واعتبره تعدى على البشرية قاطبة ومن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا، وكذلك قال الله تعالى فى سورة المائدة ” من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفس بغير أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”

فالنفس الإنسانية محترمة في الإسلام، فمن أهرق دم نفس واحدة بدون حق فكأنما قتل الناس جميعا، وقد أمر الإسلام بحسن معاملة الأعداء، مع الحفاظ على العزة والكرامة، وعدم عنادهم في عدائهم، لعلهم يعودوا إلى رشدهم فيكفوا عن ظلمهم وعدائهم، وذلك بحسن المعاملة وسلامة الصدر، فقد يتحول العدو العاقل إلى صديق عزيز، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا، وأحثكم على طاعته، فقال تعالى ” واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم” وقال سبحانه وتعالي “فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه”.

هدف الإسلام وغايته


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة