مقالات ووجهات نظر

#حنانيات# المقاومة أفشلت وهم المساومة

#حنانيات# المقاومة أفشلت وهم المساومة

#حنانيات#
المقاومة أفشلت وهم المساومة
للكاتبة .. حنان ممدوح الطيب
رئيس قطاع مدن القناة والبحر الاحمر

لم يختلف اليوم عن الأمس، فهذه الأيام تشهد ذلك العدوان السافر والتدمير الهمجى الغاشم اللا إنسانى الذى يشنه العدوان الصهيونى البربرى على أهلنا فى غزة، تلك البقعة الصامدة من أرض فلسطين العربية الأبية المحتلة، والمتأمل فيما يحدث يرى بوضوح ذلك الأسلوب الدنيء الذى ينتهجه الكيان الصهيوني من أقذر أساليب المساومة، مساومة على حق الفلسطينى فى الأرض فإما التهجير وإما التدمير من غير وازع من النذر اليسير من الإنسانية أو حتى بقايا آثار أو حتى أطلال من ضمير، وأى إنسانية ؟ وأى ضمير ؟ يسكنون ضلوع مجموعة من الحيوانات الضارية فى رداء بشر تلتهم فرائسها المسالمة بلا رحمة، فتنتزع أرواح الأطفال والنساء والشيوخ، مابين قصفٍ جائرٍ بأسلحةٍ محرمة دولياً، لا يجوز إستخدامها فى الحروب ضد الجيوش، فما بال العالم الذى يدَّعى أنه حر يحمى حقوق الإنسان، أين إنسانيته ؟ وأهل غزة يُقصَفون بها أطراف الليل وآناء النهار، فمن لم تتناثر أشلاؤه منهم بالقصف المباشر يدفن حياً تحت أنقاض بيته.
من المؤكد أننا لن نجد صعوبة فى الإجابة على هذا السؤال، حينما نرى واحة الديموقراطية ومنبع الحريات التى تتزعم العالم كونها القوة الأعظم وهى تُرسى حاملات طائراتها وبوارجها مع قوات حلفائها على تخوم غزة المدمرة وكأنها تعد العدة لمواجهة قوة عظمى.. ويلكم.. بئس ماتصنعون.
ألا تستحون ؟ ألا تخشون يوماً تلعنكم فيه شعوبكم، حتماً ستلعنكم وليست وحدها.، بل ستلعنكم كل ذرةِ ثرى وطأتها أقدامكم ، حين تصيبكم لعنة الشهداء من المسالمين، من الأطفال الرُضّعِ الذين قُتلوا قبل أن يشبعوا من رضاعِ أمهاتهم ، من الصبيان من البنين ومن البنات الذين دُفِنوا أحياءَ وهم يحتضنون دُمَاهُمْ ، من النساء اللائى كن ينتظرن الصباح آملاتٍ أن يجدن مايطعمون به عوائلهم من بقايا ما جناه حصاركم ، من الشيوخ الذين خاب سعيهم فى الحصول على دوائهم فعجلتم نهايتهم ، يوماً سيكتب التاريخ على تخوم غزة العزة عاد التتار بأقنعة الحرية والديموقراطية فوق بوارج الإستعمار.
لا تَهِنوا يا أهل غزةَ ولا تحزنوا وأبشروا بنصرٍ قريب .
فبالأمس القريب على مصرنا كانت ذات المساومة فى إبتلاع أرضنا، إجتمعت علينا ذات الأمم فى عدوان عام ٥٦ ولقوا من إخوانكم فى مصر أهل القناة وبورسعيد مقاومة أفشلت ببسالة تلك المساومة، وفى مثل هذه الأيام.. من خمسين عام.. عبر المصرى القناة رافعاً رايته على البقعة المباركة محطماً خط بارليف الحصين ليضع النهاية لأسطورة الجيش الذى لا يُقْهر، ومن خلال ثغرة هداهم إليها الداعم الأكبر ذاك الذى يقف ببوارجه على تخوم غزة، تسللوا منها زحفاً على مدينتنا السويس الباسلة، أملاً فى ذات المساومة بإحتلال مدينتنا ليساوموا بها أرضاً مقابل أرض وكليهما أرضنا، عودة جيشنا بعد النصر من سيناء مقابل الجلاء من مدينتنا.، تلك كانت المساومة ، لكنهم بغبائهم بذات الغباء ظنوها لقمة سائغة، ظنوها رحلة صيدٍ يملكون زمامها، لم يقرأوا تاريخها، لم يفطنوا أن الأرض فى مقامِ العِرض فى عقيدةِ أهلِها، لم يعقلوا ومازالوا بأن الشعب نبت الأرض وأجداده فى باطنها جذور، لكنّ العمى أضلهم فما أن دخلوا السويس حتى فوجئوا بأعتى مقاومة صاغ بها بواسل مدينتنا أعظم ملحمة، أجبرته على التقهقر يلملم أذيال الخزىٍ والعار، ولأن الجبن شيمة جنسه لا يحتمل المواجهة، تمترس خلف عتاده على تخوم مدينتنا ذات التمترس على تخوم أرضكم، يقصف الكنائس والمساجد والبيوت بدانات اليأس، ذات اليأس الذى يقصف به اليوم مدائنكم ، وكان النصر لنا كما سيكون لكم بصمود المقاومة لِتُفشِلوا لأعدائكم وهم المساومة ، وقد رأيتم بالأمس من خمسين عاماً على أرض مدينتنا الباسلة كيف أنَّ المقاومة أفشلت وهم المساومة .
#بنت_الطيب

#حنانيات#
المقاومة أفشلت وهم المساومة


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة