عُبودية
عُبودية
بقلم-أشرف رسلان
عُبودية .. ذُلٌّ ومَهـانة
أن أخلعَ ثوبَ الحُـرية
أن أدخلَ يوماً للحَانة
كي أسّـقي القَاضي والجَلاد
أن أسبحَ فـي بحـرِ الـظُّــلْـمِ
المُـنّدَسَة فيه النِّـيران
نِيرانُ الظُّلمِ وأورادُ الطُّغيان
أيُها الطّفلُ البَاكـي في رفحٍ
أو لُبنان .
إذكُـر تاريـخاً قـد يُنـسَـى
ونقول : مـاكـان
فـأرّضُــكَ أرضُ الأديــان
رآهـــا عيــسي ومــوسي
وبعـضُّ الرُُهبـان
أما الآن .. يَحّـتَلُ بِـلادَكَ
رِعــاعُ العَـالـم والـوديان
نِبذُوا فـي الأرضِ كَجرادٍ
يأكل خير الإنسان
نَشــروا السُّمَ
سَلبوا الأرضَ
هَتَكُوا العِرّضَ … والآن
أيُرِيـدوا خُـرُوجًـا لبَنينا
أيَـوَدُّ الـذُّلَ لآلـينا
فخروجًا لَنْ أخّرُج أبداً
بحَجرٍ قَـد أقذِفُ يَومًا
وأتلقَى في صَـدري النِّيران
وأموتُ صَريعاً في الشَّارعِ
كالحيوان
لَكِن في أحضان الأوطان
ولَنْ أخّضَعْ لِـذُلٍّ وَمَهـانة
لَـمْ أدّخُـلْ يَـوماً للحَــانة
كي أسقي القَاضي والجَلاد
لَـن أخّـلَع ثَـوبَ الحُـرية
لَـمْ أخّلَـعّـهُ حَـتــى الآن
ثَوُبي أنـقلُهُ مِن جُثّمَاني
إلــي أخٍ فـي الأوطـــان
كَي يَصّمُدَ بَعّــدِي
كَي يَحّفَظَ عَهدي
يَحفـظُ تَارِيخًا قَـد كَـان
لَــمْ أنّـظُـر يَـوماً لِـكـلانا
مَن مَاتَ وكَان
بل أنـظُرّ يَـومـًا طَبَّـقّــنا
شَـرعَ الأدّيـان
وأصّبَحت يَـا وَطَــني
فَـوق الأوطان
نَـادَيّـتُكَ يامُـوسَـى
وَ رَجَـــوْتَــكَ أيَّــام
بِـرَبِـك خَلِّـصّنا
واجّعَل حافِظُنا الإسلام
لَــمْ أنّسَى يَومًـامَذّبَحَةً
في بَلدتِـكَ يَا ياسين
يَوّمَ سَمِعنا صَوّتَ السَّفاحين
هَـجَـمُـوا … واقتحموا
دُوّرَ المَسَـــاكِـــين
وشَـرَدوا وشَـتَتوا
شَــعّـبَ اللاجِـئين
شَــعّـبَ فِـلِسّطِين
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.