مقالات ووجهات نظر

إياكم ومحبطات الأعمال

إياكم ومحبطات الأعمال

إياكم ومحبطات الأعمال

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إياكم ومحبطات الأعمال

اليوم : الجمعة الموافق 29 ديسمبر

الحمد لله، الحمد لله بارئ النسم، ومحيي الرمم، ومجزل القسم، مبدع البدائع، وشارعِ الشرائع، دينا رضيا، ونورا مضيا، أحمده وقد أسبغ البر الجزيل، وأسبل الستر الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد آمن بربه، ورجا العفو والغفران لذنبه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وحزبه صلاة وسلاما دائمين ممتدين إلى يوم الدين أما بعد لقد بين الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فضيلة كف الغضب، فقال “ومن كف غضبه ستر الله عورته ” ذلك أن الرجل إذا غضب ولم يكف غضبه ظهر منه ما كان يخفيه من الحماقة والجهالة وسوء الخلق، ونحو ذلك، ولو أنه كف، غضبه لستر الله هذه العورات، ومن ستره الله في الدنيا ستره في الآخرة.

ولابد فما كان لله أن يستر عبدا في الدنيا ويفضحه في الآخرة ” ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله صدره رضا يوم القيامة ” وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام ” من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء ” فيا عبد الله إذا أغضبت فكف غضبك، وإذا أغظت فاكظم غيظك، فإن الله تعالى قد وصف أحبابه أهل رضوانه وجنته بقوله تعالى ” وإذا ما غضبوا هم يغفرون ” ولقد أرشدك النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما به تدفع عن نفسك الغضب، فقال صلى الله عليه وسلم ” إذا غضب أحدكم فليسكت” وقال صلى الله عليه وسلم ” إذا غضب أحدكم وهو قائم فليقعد، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ” وقال صلى الله عليه وسلم.

” إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه ” وفي الصحيحين عن سليمان بن صرد رضي الله عنه أنه قال ” استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما حتى احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لذهب عنه ما يجد ” ولما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم السائل إلى أحب الأعمال إلى الله تعالى ختم هذا الإرشاد بقوله ” وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ” وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول للسائل إذا علمت ما ذكرته لك من أحب الأعمال إلى الله وهديت إليها كلها أو بعضها فاجتنب سوء الخلق، فإن سوء الخلق يحبط الأعمال ويضيع الثواب، فأنت تجتهد في الأعمال وتنصب رجاء برها وذخرها يوم القيامة.

ثم إذا كنت سيء الخلق لم تر ثوابها وبرها وذخرها يوم القيامة، لأن سوء الخلق من محبطات الأعمال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد دلت على ذلك أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوما ” أتدرون من المفلس؟ ” قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار، فقال صلى الله عليه وسلم ” المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصدقة ونسك، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئات المظلومين فطرحت عليه ثم طرح في النار ” اتقوا الله عباد الله حق التقوى، فالتقوى في مخالفة الهوى، والشقاء في مجانبة الهدى.

إياكم ومحبطات الأعمال


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة