مقالات ووجهات نظر

العبرة والعظة من السابقين

العبرة والعظة من السابقين

العبرة والعظة من السابقين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

العبرة والعظة من السابقين

اليوم الثلاثاء الموافق 2 يناير 2024

الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن من يطالع كتاب الله الخالد يجد أن الله عز وجل ذكر قصص الأمم السابقة وأحوالهم مع أنبيائهم وما أحل بهم من عقاب وعذاب وهلاك ودمار لنأخذ العبرة والعظة من ذلك، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية ” وإنما قص الله علينا قصص من قبلنا من الأمم لتكون عبرة لنا فنشبه حالنا بحالهم ونقيس أواخر الأمم بأوائلها.

فيكون للمؤمن من المتأخرين شبه بما كان للمؤمن من المتقدمين، ويكون للكافر والمنافق من المتأخرين شبه بما كان” وكما قال الإمام القرطبي ” قد خلت من قبلكم سنن يعني بالهلاك فيمن كذب قبلكم كعاد وثمود والعاقبة آخر الأمر، وهذا في يوم أحد وهو غزوة أحد فيخبر الله تعالي فيما معناه، فأنا أمهلهم وأملي لهم وأستدرجهم حتى يبلغ الكتاب أجله يعني بنصره النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وهلاك أعدائهم الكافرين” ونحن نعلم أن العذاب أنواع وألوان كالغرق والخسف والمسخ والصيحة والرجفة وغير ذلك، فإن هناك عدة أسباب لوقوع العقاب والهلاك بالأمم الماضية لنأخذ منها العظة والعبرة حتى لا نقع فيما وقع فيه السابقون والمعاصرون، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال.

“إن للإسلام صوى ومنارا كمنار الطريق من ذلك أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتسليمك على بني آدم إذا لقيتهم وتسليمك على أهل بيتك إذا دخلت عليهم، فمن انتقص منهن شيئا فهو سهم من الإسلام تركه ومن يتركهن فقد نبذ الإسلام وراء ظهره” وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال “للإسلام ضياء وعلامات كمنار الطريق ، فرأسها وجماعها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وإتمام الوضوء والحكم بكتاب الله وسنة نبيه وطاعة ولاة الأمر وتسليمكم على أنفسكم وتسليمكم على أهليكم إذا دخلتم بيوتكم وتسليمكم على بني آدم إذا لقيتموهم” وعن حذيفة رضي الله عنه قال.

“الإسلام ثمانية أسهم الإسلام سهم والصلاة سهم والزكاة سهم وحج البيت سهم والجهاد سهم، وصوم رمضان سهم والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم وخاب من لا سهم له” وقوله ” الإسلام سهم ” يعني الشهادتين لأنهما علم الإسلام، وبهما يصير الإنسان مسلما وكذلك ترك المحرمات داخل في مسمى الإسلام أيضا، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه” فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واطلبوا منه العون في الأمور كلها، وتبرؤوا من حولكم وقوتكم، ولوذوا بحمى من هو على كل شيء قدير، وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم.

 

العبرة والعظة من السابقين


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة