وفاء العظماء
الكاتبة – شفياء الاسمري
وفاء العظماء
قال ممرض ذات صباح كنت مشحون بالعمل وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً دخل عجوز يناهز الثمانين من العمر ، لإزالة بعض الغرز له من إبهامه وذكر أنه في عجله من أمره لأن لديه موعداً مهماً في التاسعة صباحاً، قدّمت له كرسياً وتحدثت قليلاً معه وأنا أزيل الغرز واهتم بجرحه ،سألته إذا موعده هذا الصباح مع طبيب في المشفى ولذلك انتَ في عجله من أمرك ؟!
فأجاب: لا ” لكني أذهب لدار الرعاية لتناول وجبة الإفطار مع زوجتي …
فسألته : عن سبب دخول زوجته لدار الرعاية؟! ،فأجابني : إنها هناك منذ فترة طويلة لأنها مصابة بمرض الزهايمر ( ضعف الذاكرة ) وبينما نتحدث انتهيت من تغيير على جرحه …
وسألته: وهل ستقلق زوجتك لو تاخرت عليها ؟!
فأجاب : إنها لم تعد تعرف من أنا … إنها لا تستطيع التعرف علّيٍ منذ خمس سنوات مضت !
قلت مندهشاً : ولا زلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح على الرغم من أنها لاتعرف من أنت ؟!
ابتسم الرجل وهو يضغط على يدى ويقول : هي لا تعرف من أنا… ولكني أعرف من هي !! اضطررت إلى أن اخفي دموعي حتى رحيله وقلت في نفسي : هذا نوع من الحب الذي أريده في حياتي ،نريد أن يحبنا من حولنا مثل هذا الحب نريد وفاء العظماء لوالدينا … وإخواننا … وأصدقاؤنا … وأهلنا … وأبناؤنا …
نريد وفاء محمد صلى الله عليه وسلم لزوجته خديجة
( الذي قال إني رزقت حبها) تقول السيدة عائشة رضي الله عنها : ماغرتُ على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ماغرتُ على خديجة وما رأيتها ،ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة ،فيا معشر الرجال الكرام والنساء الكريمات عليكم بهدى النبي الكريم في ترتيب علاقاتكم الزوجية اتقوا الله في انفسكم واقتدوُا بنبيكم تفلحوا .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
