خاطرة بعنوان : ما هي أمنية العام الجديد؟

خاطرة بعنوان : ما هي أمنية العام الجديد؟
د-إسراء محمد عبد الوهاب
خاطرة بعنوان : ما هي أمنية العام الجديد؟
في هذهِ الزاويةِ ، راديو صباحا يصدرُ منهُ صوتِ الشيخِ النقشبندي ، معلنا عنْ استيقاظِ ربِ هذهِ الأسرةِ لكيْ ملابس صغارهِ قبلَ الذهابِ إلى المدرسةِ .
في زوايا أخرى تقومُ الوالدةُ بتحضيرِ الشطائرِ ممزوجةً بحنانها ، مما يجعلها أفضلَ شطائرَ على الإطلاقِ .
هنا في تلكَ الزواية يقفَ صغيرٌ يتأملُ والدهُ ويسردُ لهُ على ما يحصلُ اليومَ منْ مكافأةِ نظيرَ بطولاتهِ في انتهاءِ واجباتهِ بجدارةٍ ، بينما صغيرةٍ تقفُ على مرآتها آتيةً لها الوالدةُ لتمشيطِ شعرها . في زواية أخرى جميعا هنا على طاولةِ الطعامِ في تمامِ الساعةِ الثانيةِ ظهرا .
في ركنِ هنا بعصارينا نحتسي كوبُ الشايِ الممزوجِ باللبنِ معَ بعضِ البسكوت الذي أعدتهُ الأمُ بشرفةِ المنزلِ ، على أصواتِ مكنةِ الخياطةِ الخاصةِ بها .
في زواية أخرى نجلسُ جميعا أمامَ التلفازِ ذا الأربعِ قنواتٍ لمشاهدةِ فيلمِ سهرةِ اليومِ .
في زوايا هذا المنزلِ تارةً تسمعُ أصواتَ المرحِ وتارةَ تسمع صوتَ أطفالٍ تلهو وتارةُ تصرخ ، تنبعثَ منهُ روائحَ الملوخيةِ معَ أدخنةِ التحميرِ ، في أركانِ هذا البيتِ البسيطِ قبلَ الإنترنت والجوالاتِ المحمولةِ ، كانَ مصدرُ الأمانِ الوحيدِ تنبعثُ منهُ رائحةَ الدفِ والهدوءِ .
إذا سألوني ، ما هيَ أمنيتكَ للعامِ الجديدِ ؟ سأخبرهمْ بالرجوعِ حتما إلى ذاكَ البيتِ ، أريدُ المروحةُ لا التكيفُ ، أريدُ التلفازُ العاديُ والراديو القديمُ ، شرائط الكاسيت ولا وجودَ لسوندْ كلاودْ بعدَ الآنَ ، أريدُ كلُ ما هوَ قديما ؛ فهنا تكمن القيمةُ ، ليسَ أرغبُ سوى العودةِ صغارا . رسالةٌ سيشعرُ بها جيلُ الثمانينياتِ إلى منتصفِ التسعينياتِ تحديدا .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.