سوق البشر وخُردة البني أدمين يا بيكيا ١
سوق البشر وخُردة البني أدمين يا بيكيا ١
بقــَــلم / عمـاد السعـدني
سوق البشر وخُردة البني أدمين يا بيكيا ١
إستيقظُت ذات يومٍ مُبكرًا ونظرُت إلى ساعة الحائط رأيتُها دقّت السادسة صباحًا ، ولم يمُر هذا الليل مرور الكِرام من كابوس مُخيف ، ولأول مرةٍ يأخذني النعاس حتى أغفُو عن صياح الديك المُزعج كُل ليلةٍ وتهجرني صلاة الفجر في وقتها .
ذهبُت مُسرعًا كي أتوضأ وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم مما رأيت في المنام من أحداث كثيرة تُشبه جزيرة الأشباح التي يملؤها وجوُه غابرة يكاد عليها السُخط ، ثم بعد ذلك إنتهيت من السجُود وإختتمتُها بالدُعاء والتسبيح ، وإنتقلت إلى ساحة المطبخ لعمل كوب القهوة المُفضل فهي الرفيق في كُل آن ، وترجلت إلى حُجرة المكتب كي أستنشق رائحتها وأتذوقها في هدوء تام ، وبدأت أتسارح بخيالي ودار حديث به مناجاة النفس إستغرق لحظات بين حياتنا اليومية ومُعاملتنا مع العديد من مُختلف الأجناس .
وبعد الإنتهاء من كوب القهوة أحضرت ملابسي للإستعداد إلى الخروج من المنزل وأنا لا أعرف أين تقودني قدماي !! تركت سيارتي النائمة فهي عندما تصحوا وتفوق من غفوتها أكون أنا قطعت أميال سيرًا على الأقدام ، فقررت أن أترجل بين حارةٍ وأخرى حتى رُهقت ووقفت لعدة لحظات لأستريح ، وإذن رأيت باب كبير الحجم طويل القامة ملامحه عجيبة وتفصيله غريب يبدو كَـ السد العالٍ به جنازير ضخمة من الحديد وإقفال صلبة يبدو عليها الصدأ ، وعندما رفعُت عيناي للأعلى قرأت يافطة متهالكة بها الكثير من الغُبار مكتوب بداخلها ” هُنا باب الدخول لسوق البشر !! .
وقفت أمامه حائرًا ألتفت يمينًا ويسارًا يا له من ضخامة الحجم وليس به نافذة صغيرة للدخول ، وماذا أنا بفاعل مع هذا العملاق المُقيد بسلاسل حديدية كـ الأطنان ، ولكن أخذني الشغف الشديد والحماسة للمغامرة والتسلق فوق هذا الباب لكشف ما وراءُه فأريد رفع الستار لأطلع ما بداخله ولكنني فشلت في هذه المُجازفة صعبة المنال وأصبحت قليل الحيلة !! و حزنت حزنًا شديدًا متمنيًا أن يأتي شئ يفجره أو تحدث معجزة لإزاحته وبم أستعين بغير الله وأنا العاجز أمامه !! .
وبعد إنتظار طويل من الوقت إتكئت بذراعي على جانبه وكأن ماحدث هو كلمة السر على غرار “باب علي بابا إفتح ياسمسم !!” وسمعت صوت رنان يبدو كالعاصفة الجبالية وفجأة أصبحت بداخل أعتابة الأولى ونظرت أمامي رأيت إزدحام مكثف من جميع الأجناس البشرية وبقية المخلوقات ، فزعة المشهد لدي إنتابني حالة من الذهول !! وسمعت بصوتٍ رجُل عجوز جالس على الأرض يصيح نحوي قائلًا يابُني إحذر فأنت قادم على ما لا تُريد ! لا أفهم ماذا يقصد هذا الشيخ الذي يبدو عليه الشيب ؟ وبدأت رحلتي داخل هذا السوق مُتشوقًا لما أراه .
رأيت أطفالًا يلعبون ويلهون وملابسهم مُتسخة ولكن يبدو على وجوههم البهجة والسرور ، إتجهت نحوهم السلام عليكم ياصغار لم يلتفت لي أحد فجلست أمامهم أشاهد ماذا يفعلون ، فهناك منهم من يصيح بصوت عالٍ نحو لُعبة ما وآخرون يجلسون على الأرض كـ إجتماع علمي أو مناقشة أمر هام ، وتارة يتنمرُون بعضهم بعضًا ، وفريق يُشكل عصابة علي بابا والأربعين حرامي وألخ .. ، ووسط هذا الضجيج سمعت صوت بُكاء ومن أين يأتي هذا لا أعلم والصوت يعلو تارة وأخرى !! وأنا أنظر حولي لم أري شئ حتى قمت بحثًا عنه ، وإذن وجدُت طفلٍ صغير يرتجف وينهار وهو مُختبأ وراء سورٍ قصير منكمش جسده كأنه لا يريد أن يراه أحد ولكن رجفة البكاء لديه هي من فضحة أمره وتمكنت انا من العثور عليه .. !! وللحديث بقية .
سوق البشر وخُردة البني أدمين يا بيكيا ١
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.