مقالات ووجهات نظر

الدكـــروري يكتب :   ووضعنا عنك وزرك

     

الدكـــروري يكتب :

  ووضعنا عنك وزرك

                  الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله النبي الأمين، بعثه الله بالهدى واليقين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين، وآل كل وصحب كل أجمعين، وأحسن الله ختامي وختامكم وختام المسلمين، وحشر الجميع تحت لواء سيد المرسلين أما بعد ..يقول الله سبحانه وتعالي ” ووضعنا عنك وزرك” حططنا عنك خطاياك وغسلناك من آثار الذنوب، فأنت مغفور لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأنت الآن نقيّ طاهر من كل ذنب وخطيئة، ذنبك مغفور، وسعيك مشكور، وعملك مبرور، وأنت في كل شأن من شؤونك مأجور.
                               فهنيئا لك هذا الغفران، وطوبى لك هذا الفوز، وقرة عين لك هذا الفلاح، ويقول الله تعالي “الذي أنقض ظهرك” أي أثقل هذا الوزر كاهلك، وأضنى ظهرك حتى كاد ينقضه ويوهنه، فالآن أذهبنا هذا الثقل وأزلنا هذه التبعة، وأعفيناك من هذا الخطب، وأرحناك من هذا الحمل، فاسعد بهذه البشرى، وتقبّل هذا العطاء، وافرح بهذا التفضّل، فكان صلي الله عليه وسلم الشمس من حساده والنصر من قرنائه والحمد من أسمائه، أين الثلاثة من ثلاث خلاله من حسنه وإبائه ومضائه، مضت الدهور وما أتين بمثله ولقد أتى فعجزن عن نظرائه، محمد بن عبدالله هذا الاسم الأعلم، إذا ذكر ذكرت معه الفضيلة في أجمل صورها، وذكر معه الطهر في أرقى مشاهده.
وذكر معه العدل في أسمى معانيه، محمد بن عبدالله، اسم كتب بحروف من نور في قلوب الموحدين، فلو شققت كل قلب لرأيته محفورا في النياط مكتوبا في السويداء، مرسوما في العروق، والله لو شق قلبي في الهوى قطعا وأبصر اللحظ رسما في سويداه، لكنت أنت الذي في لوحه كتبت ذكراه أو رسمت بالحب سيماه، محمد صاحب الغرة والتبجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيد بجبريل، حامل لواء العز في بني لؤين وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي، بشّرت به الرسل، وأخبرت به الكتب، وحفلت باسمه التواريخ، وتشرّفت به النوادي، وتضوعت بذكره المجامع، وصدحت بذكراه المنائر، ولجلجت بحديثه المنابر، عصم من الضلالة والغواية فقال تعالي ” ما ضل صاحبكم وما غوي”

                       وحفظ من الهوى فقال تعالي ” وما ينظق عن الهوي” فكلامه شريعة، ولفظه دين، وسنته وحي ” إن هو إلا وحي يوحي” سجاياه طاهرة، وطبيعته فاضلة، وخصاله نبيلة، ومواقفه جليلة، فقال تعالي ” إنك علي الحق المبين” تواضعه جمّ، وجوده عمّ، ونوره تمّ، فهو مرضي الفعال، صادق الأقوال، شريف الخصال، فقال تعالي ” وإنك لعلي خلق عظيم”


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة