سلاح خطير بيد فاقدي الضمير
سلاح خطير بيد فاقدي الضمير
بقلم / محمـــد الدكـــروري
سلاح خطير بيد فاقدي الضمير
اليوم : الأربعاء الموافق 17 يناير 2024
بسم الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد، اتقوا الله عباد الله، وخذوا من النهج القويم خير العدة وأفضل الزاد، وسلوا الله تعالي أن يثبت القلوب على الدين وأن يجنبها الزيغ، فاللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، فإن من أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى هو الشعور بالفقر إلى تثبيت الله تعالى، وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله زالت سماء إيماننا وأرضه عن مكانها، ويمكن ان نلخص ذلك في عشرة نقاط مُعينة على القوة والثبات يمكن إيجازها وهي اعمل قدر طاقتك وما تطيقه نفذه بعزيمة وقوة، واهتم بالحقيقة لا بآراء الناس، وعليك اتخاذ الأسباب لا حصول النتائج، وعليك بالممكن لا المستحيل، واعرف واجبك ولا تنظر إلى نقص غيرك، وإن عرفت فالزم.
ولا تبني موقفا ولا حكما على الظن، وتحرك بمبدئك ولا تقتله بجمودك، وتواصل دائما مع هدفك، واعلموا إن المسكرات أوالمخدرات كلمة قليلة الحروف قاتلة المعاني وسلاح خطير، بيد فاقدي الضمير تفتك بالعقول والأجساد والأموال، وتدمر الأسر و المجتمعات، وإذا كانت النصوص من الكتاب والسنة قد تظافرت على تحريم الخمر استعمالا وبيعا وشراء وغيرذلك، فقد أجمع العلماء على إلحاق المخدرات بالخمر في التحريم، فقال الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” وإذا كان العاقل يدرك تماما أضرار هذه الآفة، فلا بأس أن نذكر ببعضها فمنها الأضرار الدينية فهي تصد عن ذكر الله وعبادته، وتضعف الإيمان.
وتقتل الحياء من الله، وصاحبها ملعون مطرود عن رحمة الله، وهذا في الدنيا، أما في الآخرة فإن متعاطيها متوعد بالعقوبات الشديدة، وروى مسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “كل مسكر حرام، إن على الله عز وجل عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال، قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال ؟ قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار” ومنها الأضرار الصحية، الخطيرة على أجهزة الجسم المختلفة كالجهاز العصبي والدوري والهضمي والتناسلي والجلد والعظام و الأسنان وغيرها، ومنها الأضرار الاجتماعية من انهيار الأسرة وانحراف أفرادها، وكثرة حالات الطلاق، وقوع العداوة والبغضاء، وانطفاء نار الغيرة على العرض في قلب المدمن بل إنه قد يلجأ والعياذ بالله إلى المتاجرة بعرضه للحصول على المخدر.
ومنها الأضرار الأمنية من وقوع الجرائم و انتشارها ووقوع الحوادث المرورية، ومنها الأضرار الاقتصادية سواء على دخل المتعاطي وحالة أسرته المادية أو على اقتصاد الدول في مكافحة المخدرات ومستشفيات الإدمان، والسجون، وإذا كانت هذه أضرار المخدرات فإننا نتساءل، كيف يجرؤ العاقل أن يتعاطى هذه السموم؟ وما أسباب هذه الظاهرة؟ فإن من أهم الأسباب هو ضعف الإيمان ولهذا يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه ” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن” وإن أقواما ضعف إيمانهم ونسوا ربهم وهجروا مساجدهم، هم أقرب الناس إلى طريق المخدرات.
ومن الأسباب المهمة هو ضعف التربية الأسرية بإهمال الوالدين تربية أولادهم أو القسوة والكبت والحرمان، أو التفرقة وعدم العدل بين الأولاد، وقل مثل ذلك في الدلال المفرط، وضعف جانب المنع والوقاية في الأسرة، ومن مظاهر ضعف التربية القدوة السيئة وذلك بأن يقع أحد الوالدين في تعاطي المخدرات.
سلاح خطير بيد فاقدي الضمير
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.