مقالات ووجهات نظر

البدع المبتدعة في شهر رجب

البدع المبتدعة في شهر رجب

البدع المبتدعة في شهر رجب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

البدع المبتدعة في شهر رجب

اليوم : الأحد الموافق 21 يناير 2024

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته، ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، ونشهد أن لا إله إلا الله الحي الدائم الذي لا يموت، وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان بلى يوم الدين، فهو الذي أتى صلى الله عليه وسلم إلى حنين وأخذ غنائم الطائف يقول ابن هشام أنها أربع وعشرون ألف رأس من الغنم و سبعة ألاف رأس من الإبل وأعداد هائله من البقر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبا الأبطال الذين أسلموا من التو “يا عيينه خذ مائة، يا أبا سفيان خذ مائة، يا أقرع خذ مائة، فأتاه حكيم بن حزام وقال أعطني يا رسول الله فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم “أترى ما بين الجبلين”

قال نعم، قال صلى الله عليه وسلم “خذها لك” ثم أتاه الرجل مرة أخرى، فأعطاه ما بين الجبلين، ثم جاءه مرة ثالثة وسأله فأعطاه ما بين الجبلين وقال “خذها لك” ثم قال صلى الله عليه وسلم “يا حكيم اليد العليا خير من اليد السفلى” فقال حكيم والله لا اسأل أحدا غيرك، ثم واصل صلى الله عليه وسلم يوزع تلك الغنائم، فوالله ما عاد ببقرة ولا شاة ولا بعير ولم يعد إلا بكسائه صلى الله عليه وسلم كساء العظمة والمجد، ومع ذلك الأعراب يحاصرونه ويسألونه فيقول صلى الله عليه وسلم “أيها الناس فكو ردائي فوالذي نفسي بيده لو كان لي مثل جبال تهامة ذهبا وفضة وأنعاما لوزعتها فيكم ثم لا أكون بخيلا ولا جبانا ولا كذابا” فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

إن من البدع المبتدعة في شهر رجب هي صلاة الرغائب، وهذه الصلاة شاعت بعد القرون المفضلة وبخاصة في المائة الرابعة وقد اختلقها بعض الكذابين وهي تقام في أول ليلة من رجب وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأن صلاة الرغائب بدعة باتفاق أئمة الدين كمالك والشافعي وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي والليث وغيرهم والحديث المروي فيها كذب بإجماع لأهل المعرقة بالحديث، وإن من الأمور المحدثة في شهر رجب هو صلاة أم داود في نصف رجب، والتصدق عن روح الموتى في رجب، والأدعية التي تقال في رجب بخصوصه كلها مخترعة ومبتدعة، وتخصيص زيارة المقابر في رجب وهذه بدعة محدثة أيضا فالزيارة تكون في أي وقت من العام، فأماعن حكم تخصيص شهر رجب أو أول يوم منه أو أول جمعة أو خميس منه بالصيام؟

فقد جرت عادة بعض المسلمين على تخصيص شهر رجب أو أول يوم منه أو أول خميس أو أول جمعة فيه بالصيام، وهذا التخصيص لم يثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين، فما صاموا هذه الأيام، ولا دعوا الناس إلى صيامها، بل لا زال العلماء على اختلاف بلدانهم ومذاهبهم وأزمانهم، يُنكرون ما يُروى عن هذا الصيام من أحاديث ضعيفة أو مكذوبة، ويُبيّنون للناس بطلانها وأنها لا تصح، فقد قال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله بأنه لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه مُعيّن، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه، حديث صحيح”.

 

البدع المبتدعة في شهر رجب


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة