أرفع الشهداء منزلة عند الله تعالي
أرفع الشهداء منزلة عند الله تعالي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
أرفع الشهداء منزلة عند الله تعالي
اليوم : الأحد الموافق 4 فبراير 2024
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد إن الشهيد رائحة دمه مسك يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يُكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يُكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون دم، والريح ريح مسك” رواه البخاري، وقد اتفق العلماء على أن الشهداء ثلاثة أقسام، هم شهيد الدنيا والآخرة، وشهيد الدنيا، وشهيد الآخرة، أما شهيد الدنيا والآخرة فهو الشهيد الكامل الشهادة، وهو أرفع الشهداء منزلة عند الله، وأفضلهم مقاما في الجنة.
وهو المسلم المكلف الطاهر، الذي قُتل في المعركة مخلصا لله النية، مقبلا غير مدبر، سواء قتله أهل الحرب أو البغي أو قطاع الطريق، أو وجد في المعركة وبه أثر القتل، وأما عن شهيد الدنيا فهو من غل من الغنيمة أو مات مدبرا، أو من قاتل لتُعلم شجاعته، أو طلبا للغنيمة فقط، ولعل كل قتيل في المعركة لم يكن مخلصا لله فهو من شهداء الدنيا، فإذا كان الباعث له ليس الجهاد في سبيل الله وإنما شيء من أشياء الدنيا، فإنه لا يحرم نفسه من الأجر والثواب فحسب، بل إنه بذلك يعرض نفسه للعذاب يوم القيامة، فعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأُتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت.
ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل، ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار” رواه مسلم، وأما عن شهيد الآخرة فهو من أثبت له الشارع الشهادة، ولم تجري عليه أحكامها في الدنيا أي إنه كباقي الموتى يغسّل ويكفن ويصلى عليه ويدفن، وقد جعلهم الشارع في حكم الشهداء، لخصلة خير اتصفوا بها، أو لمصيبة أصابتهم فقدوا فيها حياتهم، وقد ذكر العلماء بناء على ما ورد من أحاديث أن شهداء الآخرة كثيرون، عدّها الإمام السيوطي ثلاثين، وأوصلها بعضهم إلى الخمسين، فمن ذلك هو طالب الشهادة، حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه” رواه مسلم، ويفيد الحديث أن من طلب الشهادة صادقا بأن يكون قصده الجهاد في سبيل الله لنصرة دينه.
ثم مات على فراشه فإن الله يكتب له أجر شهيد، ويبعثه في زمرة الشهداء لأن الله علم صدق نيّته وشرف قصده، والقرآن يؤيد هذا وذلك أن الهجرة قبل فتح مكة كانت مفروضة، وتاركها عاصي، وكان بعض الصحابة يموت في الطريق قبل وصوله إلى المدينة، فأنزل الله تعالى ” ومن يخرج من بيته مهاجرا إلي الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره علي الله ” أي فقد حصل له أجر المهاجر، وكتب في زمرة المهاجرين لذلك كان الصحابة يحرصون على الموت في سبيل الله، ويسألون الله تعالي ذلك في دعائهم وصلاتهم فهذا سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه وهو على فراش الموت يقول “والله لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في جسدي إلا ضربة سيف أو طعنة رمح، وهأنذا أموت على فراشي كما تموت العير، فلا نامت أعين الجبناء”
أرفع الشهداء منزلة عند الله تعالي
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.