قصائد شعرية وأدب

الأدب العربي والحداثة

الأدب العربي والحداثة

بقلم/ أحمد رضا قاسم

دراسه بحثيه 

يجمع المؤرخون على أن القرن التاسع عشر شهد نهضة في الادب العربي الحديث

ادت الى تغير واسع في الشعر العربي والنثر الأدبي على صعيد الشكل والمضمون ومختلفون في تاريخ بدء هذه النهضة ،وهذا الاختلاف يرتبط برؤيتهم للعامل الأساسي لهذه النهضة.

فريق يرى أن هذه النهضة بدأت مع الحملة الفرنسية على مصر سنه 1798م وممن ذهب إلى ذلك جرجى زيدان

وقد شهد العالم الإسلامي قبل السيد جمال الدين الافغاني حركات إصلاحية سلفية في الجزيرة العربية والجزائر والسودان وقد فشلت تماما في تحقيق نهضة شاملة بسبب عدم قدرتها على استيعاب مستجدات العصر ،اى أنها كانت تفتقد المعاصرة

أما السيد جمال الدين الافغاني فقد جمع بين الأصالة والمعاصرة.

وقد شهد في نهاية القرن التاسع عشر جيل جديد من أمثال محمد عبده ،وابراهيم اللقاني ومحمود سامي البارودي وأديب إسحق وعبد الله النديم وعبد الرحمن الكواكبي والدكتور طه حسين ومصطفى صادق الرافعي وغير هم كثيرون.

وأريد هنا أن أشير إلى ملامح محددة لدعوة الحداثة فنقول ان السمه العامه الأولى لدى دعاه الحداثة هى احتزاء النموذج الغربي في الفكر والسلوك والادب.

ومن ملامح أدب الحداثة الاتجاه نحو الإبهام والغموض بما يشبه تماما أدب الرمزية الأوروبية في أغرب نتاجاتها.وهذا ماتلاحظه في القصائد التي تعج بها صحف الحداثة وكتبها.

كما كان الدكتور طه حسين يقول ففي الدراسات الأدبية لايهم أن نأخذ باكثر من منهج حتى لو كانت هذه المناهج متناقضة ،وبشكل تلفيقى كما فعل رائد الحداثة أدونيس في كتابه الثابت والمتحول حين درس المجتمع العربي من منظورين اثروبولوجى غربي ،ومادى ديالكتيكى في ان واحد.المهم هو أن يكون صادر ا من رؤية غربيه ،وليس المهم الصواب اورصد المحرك الداخلى لفكر الأمه وأدباها.

حيث يقول اننا حين ناخذ من اوروبا إنما نأخذ من الحضارة الإنسانية بشكل عام وان هذه الحضارة الإنسانية إنما هى ملك للشعوب ،وليست ملكاً لشعب واحد أو قاره واحدة بل يغلو البعض إلى القول بأن هذه الحضارة الأوروبية نفسها هي حضارة شرقيه الجذور.

وقديما قال سلامه موسى بأن حضارة البحر الابيض هي حضارتنا ،وان وجه الإنسان المصري هو أشبه مايكون بالوجه الأوروبي.

وقد ركب دعاه التحديث فكره التقدم والتطور في تمرير نزعه الحداثة والتغريب ،حتى اعتبروا ذلك أشبه مايكون بالقانون والسنة الكونية،التى تعج بها صحف الحداثة وكتبها بالاضافة الى الدواوين الشعرية الكثيره.

ومع الغرابة في الأداء والصور هنا ك إغراق في الحزن والكآبة والعدميه ولا جدوى للحياة ،وهى تقليعات مستورده في الادب الغربى ابتداء من الرمزية إلى السريالية إلى الوجودية واللامعقول ،وهى انعكاسات لمسيرة الحياة الأوروبية بكل تعقيداتها ،ولاصله لها بحياتنا التى تنحت باظافرها ركام التبعية إلى هذه الحضارة وتقاومها وتعيش حالة من البحث عن الوجود وليس العدم.ولانبعد إذا قلنا ان هذه الظاهرة مرفوضة ومحاربة من لدن عقلاء الاوروبين أنفسهم بل ان اتجاها نحو العدم لا يمكن أن يجعل أوروبا مسيطره على العالم ومهيمنه عليه بالقوة والسلاح.

ويتصف الحداثيون أيضا بالغرور والعجب ،منحه إياهم اطلاع بعضهم على اللغات الاجنبيه بحيث سيطروا على معظم الصحف والمجلات في العالم.

والنغمه الجديدة في الثورة على اللغه القديمة ،ليست من باب الدعوة إلى العاميه أو إبدال اللغه العربيه بالحروف اللاتينية ولكنها ثورة على اللغه باعتبارها وعاء للتراث ومحاولة تجديد ها ونزع ثوبها كما يعبر الحداثيون في كثير من الأحيان .

وبهذا تدخل اللغات الاجنبيه والالفاظ الدارجة بحجة لغه الحياة اليومية ،

كما تضيع مقاييس العقل والفهم لمدلولات هذه اللغة باعتبار أن الشاعر واقع تحت تأثير الحدس واللاشعور وهو يعبر عن تجربه الشعرية اللغوية.

فحين قال جبران خليل جبران.لكم لغتكم ولى لغتى. رد عليه الرافعي.فمتى كنت يافتى صاحب هذه اللغة وواضعها ومنزل أصولها ومخرج فروعها وضابط قواعدها ومطلق شواذها.

ولكن الاتجاه إلى الثورة على اللغه وتحطيمها يمشي دون ضابط أو رقيب حتى شاهدنا هذا النمط اللغوي الهابط في قصائد الشعر الحديث الذي يرى نفسه اكبر من العروض ،واكبر من النحو والصرف .

 

الادب العربي والحداثة


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة