خالد حسان أول سباح فى العالم يعبر المانش بساق واحدة
خالد حسان أول سباح فى العالم يعبر المانش بساق واحدة
أجري الحوار / سالم سعدة
أصبح حديث العالم بعد أن نجح فى عبور المانش بساق واحده عام 1982 , وكتبت عنه العديد من الصحف العربية والاجنبية .
ومن أهم المقولات التى يؤمن بها ” إن الحلم وقوة الارادة يساويان انجازا كبيرا , وأن الضعف ضعف الارادة وليس البنيان ” .
ولم يكتفى بحصد البطولات العالمية التى ترفع اسمه عاليا فحسب , وإنما أراد أن يحقق أمل كثير من ذوى الاعاقة المصريين الذين لديهم الرغبة فى ممارسة الرياضة فأسس فريقا كاملا من المعاقين لخوض البطولات المصرية والعالمية وهو صاحب مبادرة
“أعلمك السباحة مجانا وتعلم ثلاثة اخرين “
إنه السباح خالد حسان أول سباح فى العالم يعبر المانش من ذوى الاعاقة تعرض لحادث ترام وهو فى سن العشر سنوات وبترت ساقه وتم تركيب شرايح ومسامير للاخرى،
ومر بحالة نفسية صعبة ترك على اثرها الدراسة وأنطوى على نفسه لكنه سرعان ما تغلب على نفسه ليصبح أول سباح فى العالم يعبر المانش بساق واحدة فى زمن 12 ساعه و 36 دقيقة .
بدأ حسان حديثة فقال
” اننى اعتبر هذا الحادث هدية من الله فلولاها ما أصبحت مميزا وكنت انسان عادى مثل كل الناس ,
ثم أكمل حديثه قائلا بدأت ابحث عن شيئ اخرج فيه طاقتى بعد الحادث فلم أجد فبدأت أشغل نفسي فى هواية صيد الأسماك لأتعلم الصبر , وبدأت أتردد على النيل يوميا ,
وذات يوم سقط فى النيل وعانيت كثيرا حتى إستطعت الخروج بعد أن تشبست بالحشائش لأخرج نفسى , وعدت الى منزلى وأنا فى حالة نفسية سيئة لكن إصرارى على تجاوز هذه المرحلة جعلتنى اذهب لنفس المكان فى اليوم التالى وفوجئت أن المياة ليست عميقة ولكنى كنت سأغرق بسبب أننى لا أعرف السباحة ,
وبدأت أنزل المياة ممسكا بحافة مركب الصيد وبدأت استرخى على الماء حتى وجدت نفسي اطفوا فوق الماء وبدأت أتردد على هذا المكان يوميا حتى شعرت أنه مملكتى الخاصة أجد فيه سعادتى وكيانى حيث لا يرى أحد أننى معاق .
وبدأت أبحث عن مكان لأتعلم السباحة فدلونى على إتحاد السباحة الطويله وكنت لا أعرف عنه شيئ ,
فبدأت أتعلم السباحة ثلاث سنوات حتى أجدت السباحة الطويلة وتعلمت كيف أعوم مع التيار وضده وتعلمت مهارة السباحة واكتسبت خبرة كبيرة من الكابتن العظيم ( محمد رغيب الحديدى ) عليه رحمة الله.
وفى عام 1978 اشتركت فى بطولة الجمهورية لذوى الاعاقة وكانت أول بطولة جمهورية وحصلت فيها على المركز الاول للجمهورية .
وفى عام 1979 سافرت الى إنجلترا للاشتراك فى بطولة العالم فى الالعاب الخماسية ( سباحة قصيرة – قرص – رمح – جلة – كرة طائرة )
وكنت تابع لجمعية خيرية فلم يكن وقتها إتحادات للمعاقين نهائيا وكانت رياضة المعاقين تدار من وزارة الشئون الاجتماعية وحصلت فيها على المركز الرابع .
ثم اردت أن أضع كل تركيزى فى السباحه وراودنى حلم أن أعوم من القاهرة إالى الاسكندرية لأننى أجد فى السباحة عوضا عن قدمى الذى لا استطيع المشي بها ,
حتى فكرت أن أقضى حياتى والانتقال بين المدن بالسباحة بدلا من المشي , فحفظت خريطة النيل بين المحافظات ودرست طبيعة التيارات فى الفصول المختلفة وبدأت اترجم هذا الحلم إلى حقيقة .
ففى عام 1981 كان العام الدولى للمعاقين وبدأت كل الدول الاجتهاد فى تقديم أفضل ما لديهم حتى تستيطع الاشتراك فى هذه المعاهدات الدولية ليتم تصنيفها من ضمن البلدان التى ترعى المعاقين ,
وكان لدينا فى مصر ابطال عالم فى السباحة , وكنا نجتمع فى الاتحاد المصرى للسباحة المسافات الطويلة وعرضوا علينا تكوين أول فريق تتابع
( كل سباح من الفريق يعوم مسافة معينة وتحتسب النتيجة على اجمالى الفريق )
يعبر المانش فى العالم , وكنا حوالى 20 سباح من ذوى الاعاقة , إختاروا من 6 سباحين لتمثيل مصر برعاية شركة استثمارية وتوجهنا الى انجلترا .
ورغم إختلاف تصنيف المعاقين من مصر لانجلترا , فالانجليز يعتبرون الشفة الارنبية اعاقة فوجدنا أنفسنا سننافس سباحين أسوياء وليس معاقين , ورغم ذلك تم التغلب عليهم فى عبور المانش بفارق ساعتين لنكون أول فريق مصرى يعبر المانش فى سباحة التتابع عام 1981.
وأثناء وجودى بانجلترا بدأت رغبتى فى عبور المانش وحدى وليس ضمن فريق ,وأثناء انشغال زملائى بالتسوق والتنزه بإنجلترا كنت أتدرب مع نفسي ببحر المانش رغم برودة المياة هناك التى تصل الى 3 درجات.
وعند عودتى إلى مصر إلتقيت بأحد المسئولين ووفر لى فرصة التدريب على المسافات الطويلة بين الاسكندرية والمينا الشرقية والاسماعيلية , وفى النهاية قاموا بعمل إختبار فى راس البر الى دمياط ثم الى الشيخ محمد ثم العودة ,
وظللت اعوم من الساعة 12 ليلا الى الساعه 7 صباحا , ورغم نجاحى فى الاختبار الا انهم تراجعوا عن مشاركتى فى البطولة بحجة أنها ستكون مغامرة لانها تحتاج لمصاريف كثيرة ولم يكونوا على يقين أننى استطيع عبور المانش بساق واحدة .
فتبنت الشركة التى كنت أعمل بها سفرى على نفقتهم الخاصة ومعى الكابتن عبد الرحمن البندارى مدربى فى عبور المانش والذى إكتسبت منه خبرة كبيرة ,
وعندما وصلت إلى إنجلترا وقبل المسابقة بأيام إكتشفت وجود خراج بأذنى يحتاج الى عملية وحسب تعليمات الاطباء لن أستطيع السباحة , لكنى أصريت على الاشتراك فى البطولة على مسئوليتى بعد أن أجريت العملية .
وأستطعت بفضل الله عبور المانش من إنجلترا الى فرنسا بطول 52 كيلوا فى 12 ساعة و36 دقيقة , وعند وصولى لفرنسا وجدت حشد كبير فى استقبالى من الصحافة والاعلام والجالية المصرية والفرنسيين ينتظرون أول سباح فى العالم يعبر المانش بساق واحدة
وفي النهاية تتقدم جريدة المساء العربي بالشكر والعرفان علي سعة صدر البطل السباح العالمي
خالد حسان وتتمني له المزيد من الصحه والسعادة والعطاء ونحن من منبرنا هذا لا يسعنا
الا تقديم كل الدعم لذوي الاحتياجات الخاصه
فهم فعلا أبطال حقيقيين
خالد حسان أول سباح فى العالم يعبر المانش بساق واحدة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.