الساسه و المهارات المعنويه
دكتور / محمد فتحي آل نفادي
الاتصال السياسي و العلاقات الحكوميه
عن المفاجأه في حياة البشر و أثرها …. فصديقي عبدالله نشأ في أسره متوسطه كادحه .. من أجلتربية أبنائها تربية صالحه لا شأن لها بالعمل العام أو الدخول في دهاليز التنظيمية أيا كانت سياسيه أو دينيه أو إجتماعيه … تخرج عبدالله من الجامعه و كانت مشاركته في النشاط الطلابي بالجامعه مقصورة على الإدلاء بصوته في انتخابات الزملاء بالجامعه أو رحله هنا أو حفله هناك و بعد تخرجه تم تعينه في أحد الوظائف الحكوميه حيث كان متفانيا في أداء عمله فيها بجد و إخلاص و هذا ما لفت أنظار زميل له يشارك في العمل السياسي و فجأهإذا بزميله هذا يخبره أنه أصبح زميلا نشطا في أحد الأحزاب السياسيه التي تشكلت في الجمهوريه الجديده و أنه سوف يسافر مع مجموعه من الحزب إلى القاهره لحضور تجمع تأييد لرئيس الجمهوريه و أن الرئيس سيشرف اللقاء بنفسه .. و سافر عبدالله مع مجموعة الحزب و شاهد تجمعات لم يره من قبل .. ثم عاد و أصبح الزميل الذي رشحه يدعوه إلى مؤتمر و تجمع محلي فيحضر .. و فجأه وجد إدارة حزبه تضعه قيادي في أحد لجانها .. و فجأه دعوه إلى مؤتمر بصفته القياديه الجديده و كنت أنا أحضر هذا المؤتمر .. و فجأه إذا بالمبيعات الداخلي يقدمه ليقول كلمه في الجموع المتواجده من قيادات الحزب الأعلى و الأدنى .. صدمته المفاجأه و ظهرت قطرات العرق على جبينه فقام متثاقلا و متوترا و إستعاذ بالله و استفتح به و أمسك الميكروفون و هو يغالب رعشة متوسطه في يده و أحس بنبضات قلبه عالية الصوت و تلعثم في أغلب الجمل لما أحسه صديقي عبدالله من تسليط الأنظار عليه من الجميع و أصبح في موقف لا يحسد عليه من الرقبه لمواجهة هذا الجمع الغفير من الناس في هذا المحفل الإجتماعي … لقد تعرض صديقي عبدالله لما يسمى ب ( الرهاب الإجتماعي ) أو رهبة المواجهه في المواقف الإجتماعيه
و فتعرف الرهاب الإجتماعي (social phobia): هو نوع من الإضطرابات التي تحدث للفرد جراء تعرضه لموقف معين سواء لأول مره أو حتى بعد فتره من التعرض لهذا الموقف و شبيهه .. مثلا كأن يتعرف على أشخاص جدد لم يعرفهم من قبل فيشعر مثلا بالخوف و التوتر الزائدين و في المواقف التي يشعر فيها الشخص أنه تحت المجهر أو داخل حلقه التركيز من الآخرين أن الكل ينظر إليه فيتوتر و ينتابه الخوف و الخجل من أن يخطئ أو يتلعثم مما يؤدي إلى الإرتجاف و التعرق و ضيق التنفس .. و الخفقان و جفاف الحلق …… إلخ
بما أننا نتحدث عن الرهاب و علاقته بالسياسي فهو مرتبط به و لو لوهله الأولى لأن السياسه هي بالمعنى الأقرب هي طريقة التعامل في المجتمع و التي يستخدمها السياسي في حل المشاكل بالطريقه الصحيحه بصناعة قرارات تكون في خدمة المجتمع و هذا يجعل السياسي دائما تحت الأنظار في كلماته و تحركاته و مناقشاته مع الآخرين أو أمام الآخرين كأن يتحدث مثلا أمام أشخاص كثيرين أو جمهور غفير في مكان عام و لا سيما في بداية حياته السياسيه حيث ينتابه في هذه المواقف إحساس بأنه مراقب من الأخرين أو أنه قد يتم الحكم عليه و على قدراته و أموره الحياتية من خلال هذه المواجهه مما يجعله يصاب بالرهاب و لو للحظات أو من الممكن أن يمتد لفترات أطول ( ساعات – ايام – أسابيع ) و قد يتعرض أيضا للرهاب في حالات أخرى مثل أنه يريد التواصل مع الجنس الآخر أو التعامل مع الأشخاص ذوي النفوذ حيث يحاول المصاب بالرهاب تجنب مثل هذه الحالات أو يتحملونها و هم في حالة عدم رضى أو خوف و قلق شديد و بناءا عليه يصدر منه غالبا ردود أفعال بدنيه نتيجه هذا الإضطراب .. و هذا على عكس ما يجب أن يتمتع به السياسي .. هذا لأنه من أحد صفاته القدره على الخطابه و التأثير في الناس فعلى مر الزمان كان السياسي الناجح و المحنك هو الرجل القادر على أن يتكلم في جموع الناس بكلام مؤثر بليغ يثير مشاعرهم و إهتمامهم بقضيه معينه . و لهذا بات حتما على من يصاب بمثل هذه الاضطرابات من السياسين أو من هو مبتدء في عالم السياسه أن يبادر و على عجل بأن يتخذ إجراءات علاجيه من شأنها تخفيف حدة هذا الإضطراب و من ثم القضاء عليه كمرض
حيث يمكن أن يتبع الشخص طرق مختلفه في العلاج مثل العلاج الدوائي باستخدام مضادات الإكتئاب مثلا أو العلاج النفسي فيما يسمى ( العلاج النفسي السلوكي المعرفي) و هذا النوع اثبت فعاليته علاجيا حيث انه يساعد المريض على السعي وراء معرفة حقيقة مخاوفه و التصدي لها بنشاط و كذلك البيئه المحيطه بالشخص المصاب بالرهاب مثل ( الاسره – الأصدقاء ….. إلخ ) لها تأثير كبير أيضا في التعافي و يكون هذا عن طريق تشجيع الشخص على الممارسات الطبيعيه للأمور الحياتية و مواجهتها و إمتصاص حيثياتها ( تدريجيا ) .. و بالتالي الإنخراط في سياقها و تقبلها و التعامل معها دون أي معوقات أو إضطرابات .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.