المرأة والطفل

أطفالٌ يمتطون صهوة الكلمةبقلم :الأديبة والباحثة راغده شفيق محمود

أطفالٌ يمتطون صهوة الكلمة 

 

لنكتب من أجل الآخرين 

لنكتب من أجل الآخرين من أجل من نحب ومن يرغب بالقراءة ، لنكتب خلاصة التجارب عصائر القلوب ونعطرها بأنفاس الواقع مع رشة سكر من خيالات الإنسان الرحبة الواسعة .

نزور معارض الكتب نبحث عن كتب لأسماء عالمية لنتباهى أننا نقرأ نقول في مجالسنا الثقافية نحن نقرأ أحفظ عناوين الكتب وملخصات لمئات الكتب من روايات ومراجع ولكن هل أنا مثقف حقا ؟

سأبهر الآخرين وقد أخدعهم وأْكشفْ عند أوّل اختبار من اختبارات الواقع .

الكتابة هي معركة حامية الوطيس بين الكاتب وقلمه، وكم من الأوراق ترمى في سلال القمامة لأنها تمثل القلم الصادق الواثق مما يستباح من دمه على الورق وبين يد الكاتب القوية وعقله وقلبه الذين يرفضون افتضاح ما في داخلهم من مخاوف أو أسرار وهو شيء فطري توارثه البشر منذ القدم فالعالم والمبدع المتمرد على الواقع والشرائع سيقطع لسانه أو تثقب يده وقد تقطع ، هذا الخوف ينتقل عبر دماء المفكرين الذين يحاولون التمرد على الواقع الحقيقي .

الكتابة نبض قلب وفيض حرف وزقزقة طير وأجمل الكتابات هي الكتابة الهادفة التي يوجهها الكاتب لأولاده وأحفاده ومن يحبّ.

قررت منذ أن بدأت الكتابة في تسعينيات القرن الماضي القرن العشرين الاحتفاظ بما أكتب وعدم البوح به لظروف الواقع .ولكن حبّ الكتابة كالنار المتقدة تولد مع الإنسان وتشتعل جذوتها ومن هذه النقطة توجهت لدعم الأطفال ومحاولة النشر لهم كي نصل إلى مجتمع مثقف وطفل جريء لا يخاف ولا يضمر الكراهية والبغضاء لأنّ الكتابة تنقي الروح كما ينقي الماء أدران الحياة .

وهذه دعوة لدور النشر والحكومات العربية قفوا مع الأطفال فالطفل المبدع يمتلك جناحين غضين يحتاج لسند وبعد ذلك يحلّق ويسمو ويعود ليكون السند لنا ولمن يحتاج فالحياة تستمر بأنفاس العطاء المقدسة والكتابة منحة إلهية خصها لمجموعة من البشر دون سواهم ، فهنيئا لمن يترك أثرا جميلا قبل رحيله .

الأديبة والباحثة راغده شفيق محمود


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة