الإدارة على أرض الواقع
الإدارة على أرض الواقع
شفاء الوهاس _جدة
كنتُ قد تخصصتُ في الجامعة في قسم الإدارة العامة ،وأغلب المناهج كانت مواضيعها تدور حول الإدارة وأهميتها ، وفن الإدارة ، والإدارة الناجحة والذكاء الإداري ، ويتلخص مضمونها عن قدرة المدير على إدارة منشأة بكامل طاقمها الإداري من موظفين وموظفات وجميع العاملين فيها بطريقة ذكية وعادلة .
وفي مضمون تلك المناهج تعبير واضح ومفهوم صريح على قوة الشخصية وامتلاك الإداري الذي يتولى القيادة في أي منشأة سواءً مدارسَ أو شركات أو فنادق أو مستشفيات ، أو أي قطاع على كريزما خاصة ،
وكيف تجعل من ذلك الشخص إداريا قياديا ناجحا .
وقتها كنتُ أتساءل ،
هل نستطيع تطبيق كل ماتعلمناه من تلك الدروس في حياتنا العملية ، أم أنه سيظل كلامًا داخل مناهج الجامعة والكتب التربوية ؟؟٠٠
وهل سننجح في تولي قيادات منشئات سواء كانت حكومية أو خاصة ؟؟٠٠
وبعد التخرج والعمل في المدارس ، كنت أول ما أرجوه أن تكون مديرة تلك المدرسة قياديةً ناجحة ،
وكان لكل قائدة تولت قيادة المدرسة التي أعمل بها شخصية تتميز بها عن غيرها ، ولها كريزما مختلفه عن سابقتها ،
وتناوب على ذلك المنصب عدد من القائدات الناجحات إلى أن جاءت قائدة رأيت فيها كل ما تعلمته في الجامعة
في السنوات الأربع في دراسة الإدارة ، يتحقق جميعه في تلك المديرة والقائدة للادارة المدرسية بكل المقاييس ، رأيتها تجمع بين الكريزما ، والثقة بالنفس و القدرة على التعامل العادل بين الموظفات ، والقوة في الشخصية الناجحة بتميز ليس له نظير ،
وكأني أستعيد سنوات دراستي الجامعية بحذافيرها .
فعلاً شخصية قيادية ناجحة ، جميع ما كنا نتعلمه عن القائد الناجح وفن الإدارة والذكاء الإداري ،
طَبَّقَتْها جميعها في حياتها العملية على أرض الواقع
وأثبتت أنها تستحق هذا المنصب بكل جدارة ،
أدركتُ حينها أن ماتعلمتُه خلال تلك السنوات لم يكن مجرد خيال كاتب يصعُب تطبيقة ، بل أصبح واقعًا نعيشه كل يومٍ ونفخر بتلك القائدة والمربية الفاضلة التي تدرجت في مناصب تعليمية إلى أن وصلت لمنصبٍ تستحقه ونفخر بها وبأمثالها من القائدات ،
ليس في مجال التعليم فقط بل في كل المجالات ..
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.