مقالات ووجهات نظر

الفتنة بين المسلمين

الفتنة بين المسلمين

الفتنة بين المسلمين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الفتنة بين المسلمين

الحمد لله، وكفى وسمع الله لمن دعا، وبعد، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن في الدين عصمة أمركم، وحسن عاقبتكم أما بعد لقد خاف الصحابي الجليل أبو بكر الصديق أن تقوم الفتنة بين المسلمين بعد وقاة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم فخرج اليهم قائلا ” ألا من كان يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت ” والصديق هو من تولى الخلافة من بعد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان الصديق قدوة لجميع الصحابة الكرام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتعني القدوة هنا أن يكون المربي أو الداعي مثالا يحتذى به في أفعاله وتصرفاته، وقد أشاد القرآن الكريم بهذه الوسيلة فقال عز وجل ” قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ”

وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا يزال قدوة للمسلمين جميعا، والقدوة الحسنة التي يحققها الداعي بسيرته الطيبة هي في الحقيقة دعوة عملية للإسلام بكل ما يحمله من مبادئ وقيم تدعو إلى الخير، وتحث على الفضيلة، ولأثر القدوة في عملية التربية، وخاصة في مجال الاتجاهات والقيم، كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوة المسلمين طبقا لما نص عليه القرآن الكريم، وقد استطاع بفضل تلك القدوة أن يحمل معاصريه قيم الإسلام وتعاليمه وأحكامه، لا بالأقوال فقط، وإنما بالسلوك الواقعي الحي، وقد حرصوا على تتبع صفاته وحركاته، ورصدها والعمل بها، وما ذلك إلا حرصا منهم على تمثل أفعاله صلى الله عليه وسلم، ولقد كان المثل الأعلى لهم، وقد تمثلت في الرسول صلى الله عليه وسلم صفات جليلة جعلت منه قدوة بالفعل.

فإياكم والغرور بالدنيا والسعي وراء المناصب والجاه والسلطان، فقد يكون المنصب سببا في هلاك صاحبه ولذلك يعيش في خوف وقلق دائمين، وحسبنا في ذلك قصة فرعون وهامان، وهما من أصحاب المناصب المرموقة، ألم يقل كما جاء فى سورة الزخرف “أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى ” فماذا كان مصيره؟ أشد كما جاء فى سورة غافر “النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب” وبعض الناس يعتقد أن السعادة في تقليد الغرب، واتباع طريقتهم، والتشبه بهم في العادات واللباس والتشريع والتنظيم، فنقول لهذا الواهم رويدك، فإننا إذا نظرنا نجد أن أعلى نسبة للانتحار في تلك الدول، وأكبر عدد للمصابين بالأمراض النفسية وحالات الاكتئاب، في تلك الدول مع ما هم فيه من ترف وتقدم في الأمور المادية.

بينما الدول الإسلامية مع أن أكثرها فقيرة تسجل أقل نسبة من نسب الانتحار في العالم، ومن الناس من يظن أن السعادة في إنجاب الأولاد، ومن الناس من يظن أن السعادة أو سعادة أبنائه في إدخالهم المدارس الأجنبية، وأن يلبسوا لبس كذا وكذا، وتطبيق المناهج والقوانين الغربية، قالوا في القصاص وحشية، والله يقول ” ولكم فى القصاص حياة” ولكن لماذا عند الغرب أعلى نسبة انتحار لأنهم جرّبوا كل شيء لكنهم لم يجرّبوا الإيمان بالله عز وجل، لم يجربوا الصلة بالله، لم يجربوا لذة العبودية لله سبحانه، وأمثال أولئك قال فيهم رب العالمين في كتابه الكريم وهو الحكيم الخبير “لا يغرنك تقلب الذين كفروا فى البلاد، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد” فإذا كانت السعادة ليست في المال، وليست في الشهرة، وليست في المناصب، فأين تكون السعادة؟ وما السعادة الحقيقية؟

فإنى أظن أن المؤمن لا يخفى عليه طريقها فيقول الله عز وجل فى سورة الأعراف “ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض” ويقول تعالى فى سورة طه “ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى”

 

الفتنة بين المسلمين


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة