مقالات ووجهات نظر

وقت ذبح الأضاحي

وقت ذبح الأضاحي

وقت ذبح الأضاحي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

وقت ذبح الأضاحي

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات، الحمد لله الذي علم العثرات، فسترها على أهلها وأنزل الرحمات، ثم غفرها لهم ومحا السيئات، فله الحمد ملء خزائن البركات، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات، وله الحمد ما تعاقبت الخطوات، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات، وعدد الحركات والسكنات، وأشهد أن لا إله إلا الله لا مفرّج للكربات إلا هو، ولا مقيل للعثرات إلا هو، ولا مدبر للملكوت إلا هو، ولا سامع للأصوات إلا هو، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته، وما انتصر دين إلا بمداد عزته، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته، وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قام في خدمته.

وقضى نحبه في الدعوة لعبادته، وأقام اعوجاج الخلق بشريعته، وعاش للتوحيد ففاز بخلته، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واستن بسنته وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن الأضحية وأما عن وقت الأضحية فقيل تذبح الأضاحي بعد طلوع الشمس اليوم العاشر من ذي الحجة، وبعد دخول وقت صلاة الأضحى، ومرور وقت يسع صلاة ركعتين وخطبتين خفيفتين بالنسبة لأهل البوادي الذين لا صلاة عيد لديهم، فيقدرون هذا بمرور وقته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا” ومن ذبح قبل أن يصلي فإنما هو لحم عجله لأهل ليس من النسك في شيء، ويمتد وقت الذبح إلى نهاية أيام التشريق.

هذا اختيار بعض العلماء، يوم العيد، وثلاثة أيام بعده، فهي أربعة أيام عند بعضهم وثلاثة عند آخرين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “كل أيام التشريق أيام ذبح، وقال أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله ” وقال ابن القيم رحمه الله “إن الأيام الثلاثة تتفق في كونها أيام منى وأيام تشريق ويحرم صومها، ويشرع التكبير فيها” فهي إخوة في هذه الأحكام فكيف تفترق في جواز الذبح بغير نص ولا إجماع، فمغرب يوم الثالث عشر من ذي الحجة على هذا القول آخر وقت للذبح، وأفضل وقت اليوم الأول بعد فراغ الناس من الصلاة، والإمام من الخطبة، وإن الأفضل من الأضاحي جنسا، كما قال بعض العلماء الإبل، وقال بعضهم الكبش، والأفضل من الأضاحي صفة الأسمن، والأكثر لحما، والأكمل خلقة، والأحسن منظرا.

فبدلا من أن يتباهوا بملكات الجمال في البهائم، فليرونا الأحسن منظرا في الأضاحي، وأفضل الأضاحي لونا، وقال النووي رحمه الله البيضاء، ثم الصفراء، ثم الغبراء، وهي التي لا يصفو بياضها، ثم البلقاء وهي التي بعضها أبيض، وبعضها أسود، ثم السوداء، وقال ابن قدامة رحمه الله “والأفضل في الأضحية من الغنم في لونها البياض” ويدل على ذلك ما ورد في حديث أنس بن مالك “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انكفأ إلى كبشين أقرنين أملحين فذبحهما بيده” وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله “الأملح هو الذي فيه سواد وبياض والبياض أكثر” وقد ذبح النبي صلى الله عليه وسلم كبشا ينظر في سواد، أي ما حول عينيه أسود، ويبرك في سواد، أي ما حول ركبتاه أسود، ويطأ في سواد كذلك ما حول الأقدام.

وكان الباقي أملح وهو الأبيض الذي قد اغبر شيئا ما، وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بواحدة عنه وعن آل بيته، فيسعك أنت وأهل بيتك واحدة من الأحياء والأموات، ويجوز أن يضحي بأكثر من واحدة، ولكن لا لتباهي، ولا للتفاخر بهذا، وإنما ليطعم هو وأهل بيته، وكذلك يتصدق، ويهدي منها، تتسع البقرة والبدنة لسبعة، وأما الشاة فلا تجزئ إلا عن واحد، وهكذا وردت الأدلة.

 

وقت ذبح الأضاحي


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة