غرفة المرايا

بقلم/ أحمد الجرف 

هى غرفة ليست كالغرف التى تعلمها هى غرفة بها فى كل مكان مرءاة تعكس كل شيء غير أنه فى كل زاوية منها ما هو مريح ومنها ما هو مخيف.

الغريب أنك تدخلها كل يوم لتجد لنفسك اصداء وزوايا لم تراها من قبل ولاتعلمها ولا يعلمها أحد غيرك . فيظهر فى تلك المرايا ضعفك الذى لا تبدية بل وتغلفه بالتجاسر ويظهر قلبك الطيب على ما تظهر من الشدة .

هى غرفة عجيبة كلما تحركت ظهرت الزوايا مختلفة متباينة لا تستقر على حال ولا تثبت .الغريب انك لا تستطيع ان ترى فيها كل الصور مجتمعة فقط صورة واحدة بزاوية مختلفة كل مرة .مع انك نفس الشخص .

انت لست عابسا انما انت ذلك الشخص متعدد الزوايا ومختلف الطباع . يقيمك الناس على ما يرونه منك فى المواقف اما حقيقة نفسك فانت ادرى بها وان غلفتها وان انكرتها

( بل الانسان على نفسه بصيرةولوألقى معازيرة)

صدقنى كلنا يحب غرفة المرايا للزهو وكلنا نكرهها لانها تريك الحقيقة العارية وهى بين الزهو والخوف لا حول لها ولا قوة فقط تعكسك انت . انت الاساس انت المتغير .

وكما تسجل لك تسجل عليك . وبعدها مكان للتجمل فى دهليز قبل الخروج حتى تخرج للناس انيقا فى صورة غالبا مزيفة ولكنك تحب ان تظهر بها .

لذا جعل الله فى حياتك مواقف تتجرد فيها راغما عن انفك لترى حقيقتك علانية بل ويرى الناس حقيقتك منها الغضب الذى يحطم كل الصور الزائفة ويجعل جدران غرفة المرايا شفافا ليراك الناس على حقيقتك .

ومنها وانت تموت وانت تاكل .وانت تحج . كلها اوقات ترق الجدر ولا يسترها الا الله .تجمل كما شئت فنحن امة شهداء بقدر ما نشهد للناس بقدر ما يكون الكلام صادقا فقد وجبت لتلك الامة الشهادة .

احسن إلى الناس ومن قبلها احسن لنفسك فان شهد الناس لك بالخير فقد وجبت وان شهدوا عليك فقد وجبت .  

غرفة المرايا