مقالات ووجهات نظر

لغتي هويتي: حين تصبح العربية طريقًا للانتماء

كتب: رمضان محمد

لغتي هويتي: حين تصبح العربية طريقًا للانتماء

 

من قال إن اللغة العربية صعبة؟ ومن أقنع أبناءنا بأن لغتهم الأم لا تواكب العصر؟ لعل أكبر جريمة نرتكبها دون أن نشعر، هي أن نترك أطفالنا غرباء عن لسانهم، وكأنها لغةٌ عابرةٌ لا تسكن القلب ولا تشبههم. في خضم هذا الواقع، تخرج علينا منصة “لغتي هويتي” وكأنها ضوء صغير يشق طريقه وسط الضباب، لتقول: ما زال هناك أمل.

ليست “لغتي هويتي” مجرد تطبيق أو برنامج تعليمي آخر، بل هي رؤية تربوية تنبض بالفهم والوعي، تسعى لاستعادة ما فقدناه من حب اللغة، وتُعيد للعربية بريقها في عيون أبنائنا. المحتوى هنا ليس مكررًا ولا جافًا، بل نابض بالحياة، يعتمد على التفاعل، وعلى قصص وألعاب وأفكار تُخاطب الطفل بلغته وزمنه.

لغتي هويتي: حين تصبح العربية طريقًا للانتماء

الميزة الحقيقية في هذا المشروع ليست في التقنية فحسب، بل في الفكرة نفسها: أن يتعلّم الطفل العربية وهو يلعب، أن يضحك وهو يكتسب مهارة لغوية، أن ينجذب إلى كتاب أو فيديو لأنه ممتع، ثم يخرج منه وقد أحب حرف الضاد دون أن يُجبره أحد.

وما أجمل ما يقدمه هذا المنهج حين يُمزج التعليم بالقيم، فيغرس في الطفل بذور الأخلاق والانتماء، ويجعله يرى في لغته جسرًا للمعرفة، لا عبئًا على كتفيه. هنا، تتحوّل الحصة الدراسية إلى لحظة إنسانية صافية، ويغدو تعليم اللغة رحلةً للهوية، لا مجرد أداء واجب.

في كل سطر وكل نشاط وكل فقرة تعليمية، نلمح خلف الكواليس قلوبًا تؤمن بأن الحفاظ على العربية ليس ترفًا، بل ضرورة حضارية. نحن لا نعلّم أولادنا الكلمات فقط، بل نعلّمهم كيف يكون الانتماء، كيف يتحدثون بلغتهم دون خجل، وكيف يبنون علاقة صادقة مع تراثهم.

في النهاية، “لغتي هويتي” ليست فقط للطفل، بل لكل أب وأم ومربٍّ: إن أردتم أن يعرف أبناؤكم من يكونون، علموهم أولًا كيف ينطقون أسماءهم بالعربية، كيف يقرؤون حكاياتهم بلغتهم، وكيف يرون أنفسهم في مرآة الضاد.

اللغة ليست كلمات، اللغة وطن.

 

لغتي هويتي: حين تصبح العربية طريقًا للانتماء

 

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. This blog is definitely rather handy since I’m at the moment creating an internet floral website – although I am only starting out therefore it’s really fairly small, nothing like this site. Can link to a few of the posts here as they are quite. Thanks much. Zoey Olsen

  2. Superb blog you have here but I was wondering if you knew of any discussion boards that cover the same topics talked about in this article? I’d really love to be a part of group where I can get feed-back from other knowledgeable individuals that share the same interest. If you have any recommendations, please let me know. Thanks!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى