ماذا يريد الشعب من الحكومه الجديدة
دكتور / أحمد طه عفيفي يكتب
ماذا يريد الشعب من الحكومه الجديدة
ربما يندرج الحديث عن أداء الحكومة الجديدة تحت إطار الأماني والأحلام المشروعة لا سيما في ظل تسبب عدد من الوزراء والمحافظين في إثارة الجدل والغضب الجماهيري ، فهناك وزراء كانوا ينتهجون سياسات ضد رغبة الرأي ، لذا يحتاج الشعب إلى حكومة رشيدة، أي حكيمة في إدارة البلاد وشئؤن المواطن، وتطبق الدستور الذي ارتضاه الجميع، وقوانين تطبق على الجميع وتنحاز إلى المواطن، وتطبق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وتعتمد على العقول الشابة المتطورة والمتعلمة تعليماً عالياً تستطيع ان تطبق ما تعلمته الى امر واقعى وملموس ، وهي موجودة في كل المجالات، وأن تسمح لهذه العقول أن تعمل دون وصاية، ولا يريد الشعب مجرد موظفين كبار، ينفذون ما يؤمرون به ، الشعب يريد من الحــــكـــــومــــــة إصـــــلاح الـــوضــــــع الاقـــــتــــصــــادي، من خلال إيقاف الهدر الحكومي للمال العام، ومحاسبة الفاسدين والسُراق، وإجراءات جادة لتنويع مصادر الدخل ، والاتجاه للتنمية الذاتية ، واستغلال الثروة المتاحة لدينا ، في تنفيذ مشروعات تضمن مستقبل الشعب والأجيال القادمة، ننتظر من الحكومة وعلى نحو عاجل تقديم خطة شمولية للإصلاح الاقتصادي وتحريك عـــــجــــــلــــــة الاقـــــتــــصـــــاد الإ نـــتــــــــاجـــــــــي ،
فالشارع المصرى ينتظر أن تحقق التغـــيــــيـــرات الوزاريــــة لحكومة المهندس مصطفى مدبولى ، بالإضافة إلى حركة المحافظين باعتبارهما ضرورة لتحريك المياه الراكدة ، خاصة ان هناك العديد من الوزراء في حكومة مدبولى لم يكن أداؤهم متوافقا مع طموحات الشعب المصري ،
كل هذا يطرح امامنا سؤال هام وهو كيف يمكن قياس نجاح الوزراء والمحافظين ؟ وهل يعتبر المسؤول ناجحًا لأنه لا يخلق مشكلات، ولا يحتك بالناس، ولا يخرج من مكتبه ، ولا يعرفه أحد، او مسئؤل يحب الظهور واخذ اللقطة فقط والظهور فى الاعلام ، أم أن النجاح مرهون باحتكاك المسؤول بالمجتمع وقدرته على حل المشكلات وتذليل العقبات أمام المواطنين والمستثمرين؟
السبب الرئيسى، أنه لا يوجد محافظ استطاع أن يجعل من محافظته أيقونة نهضوية وتنموية، مثلما حدث فى السابق بالإسماعيلية على يد الدكتور عبدالمنعم عمارة ، أو فى الإسكندرية على يد اللواء عبدالسلام المحجوب ، أو فى قنا على يد اللواء عادل لبيب، وغيرهم كثر
فالمواطن، يرى يوميا، تراجع الخدمات بشكل لافت فى محافظات كثر . ولابد أن نعترف بأن هناك فارق قدرات وسرعات أداء ضخمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، بجانب شجاعة اتخاذ القرارات الصعبة، وبين كل المسؤولين فى مصر، ويمكن لنا أن نتفهم الفروق الفردية فى القدرات، لكن لا يمكن أن نقبل مسؤولين كبارًا يتعاملون بعقلية الموظفين، ويُعلون من شأن البيروقراطية القاتلة، وإظهار مهاراتهم الفائقة فى كيفية الغرق فى تفاصيل دوامات اللوائح والقوانين العتيقة لعرقلة القرارات ، وقدراتهم على استخراج بنود ومواد من ترسانات اللوائح والقوانين لرفض قرار بعينه . وإذا كنا بصدد بداية عمل للسادة المحافظين ونوابهم ، فإنه من الضرورى أن يكون هناك احداث فارق ، فمعظم المحافظين تسيطر عليهم عقلية الموظف الإدارى الروتينى، وهى العقلية التى تتعارض وتتقاطع مع متطلبات من يتبوأ منصبا قياديا مثل منصب المحافظ، والمفترض وجوبيا أن يتمتع بقدرات إدارية وسياسية وخيال خصب فى حل المشاكل المستعصية .
وهناك نماذج لمحافظين كل جهدهم مُسخرة للتفكير فقط فى كيفية أن يظلوا طوال الوقت فى بؤرة اهتمام الإعلام ، سواء أمام كاميرات الفضائيات أو الصحف الورقية والإلكترونية ، للتحدث عن مشروعات ليست من صنعهم، اعتقادًا منهم بأن وجودهم تحت مجهر الإعلام توظيف واستثمار جيد للمحافظة على مناصبهم .
نعم، هناك ضرورة ملحة وبشدة للتغيير الشامل فى اداء السادة الوزراء والمحافظين ، وأن يكون هناك عناصر قادرة على إحداث الفارق، من عينة عبدالمنعم عمارة وعبدالسلام محجوب وعادل لبيب، ينحتون فى الصخر، ويحولون الفسيخ إلى شربات، ولا يجلسون فى مكاتبهم، أو يتعاملون باستعلاء مع المديرين او المواطنين .
عناصر تستوعب طبيعة المرحلة، والتعاطى معها بقوة، وإدراك أن مصر فى مرحلة الانتقال من دولة عجوز ومريضة بالشيخوخة، إلى دولة شابة ويافعة، قادرة على التطور والنهوض والازدهار،وتحقق إنجازات ملموسة على الأرض .
لابد أن يشعر المواطن بدور الوزير ، والمحافظ الإيجابى على أرض الواقع ، فى ظل الجمهورية الجديدة التي أرسى قواعدها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية .
ماذا يريد الشعب من الحكومه الجديدة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.